ترحب الشارقة للمرة السادسة بضيوف ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، وتفتح لهم باب التداول والقراءة المتخصصة في محاور هذه الدورة وهي أربعة محاور: قصيدة النثر - العلاقة مع التراث.. تواصل أم قطيعة؟، السرد والفنون الأخرى: أشكال التفاعل، الضرورة، الجماليات، الآفاق.... ..السرد مرئياً: أخذ أم تفاعل؟.. المسرح: أسئلة النص.... الملاحظ أولاً في هذه الدورة هو تنوّع المحاور، فمن الشعر إلى السرد، إلى المسرح، ومن الملاحظ ثانياً أن الشعر في القوس الخليجي العربي يبدو في حالة تقابل إبداعي يتلخص في قصيدة النثر، وقصيدة التفعيلة بشكل خاص.. وقصيدة النثر التي هي أول محاور الملتقى يكتبها شعراء مبدعون ومجددون في الإمارات، وفي البحرين، وفي السعودية، وفي سلطنة عُمان، وعلى رغم الإشكاليات العديدة التي ثارت وتثار حول هذه القصيدة منذ ستينات القرن الماضي، وحتى اليوم فإن أسئلة هذا النوع من الشعر المتصل بالحداثة تبدو أسئلة قابلة للتداول، والمراجعة، والقراءة بل القراءات الجديدة، ذلك أن الشعر نفسه متجدد، وجاذب لنزعات التجريب، وقابل لأن تتولد عنه مفاهيم متحولة وفق حركة الثقافة وحركة الحياة. على مستوى السرد، يمكنك أن تتوقف عند تجارب روائية وقصصية لافتة على مستوى التوزيع والانتشار والقراءات النقدية، ويرتفع مؤشر الرواية في الخليج العربي في الإمارات وفي السعودية بوجه خاص، ونضيف أيضاً أن الرواية في السعودية، وفي الإمارات تشهد ما يمكن أن يسمى عصراً ذهبياً بأقلام نسائية، بل، بأقلام نسائية شابة. على مستوى المسرح، فمن السهولة معاينة الحالة المسرحية الخليجية المتقدمة عربياً، وفي التجربة المسرحية الإماراتية على نحو خاص نحن أمام تجارب أصيلة وعالية الثقافة في التأليف، والإخراج، وتأثيث الخشبة إلى جانب التفاصيل الفنية والإدارية الأخرى التي يعرفها جيداً أهل الاختصاص في المسرح. الشعر، والسرد، والمسرح في الخليج العربي ثلاثة أعمدة تقوم عليها ثقافة عربية خليجية لها مشتركات ثابتة وراسخة وتاريخية تجعل من هذه الثقافة حالة إبداعية متفرّدة هي امتداد طبيعي لهوية الثقافة العربية في إطارها الواسع والمشترك. نشير، أيضاً، ونحن نرحب بضيوف الملتقى من دول الخليج العربي إلى أن ضيوف الشرف من مصر: أحمد سراج، وسامح محجوب، ونانسي إبراهيم، ووحيد الطويلة يمثلون خبرات مسرحية وأدبية وثقافية بالغة التقدير، ولها وزنها الابداعي المحترم في خريطة الثقافة العربية. yosflooz@gmail.com