رأينا في الأيام القليلة الماضية، ذلك المقطع الذي وثقه أحد أولياء الأمور، لحارس المدرسة 373 !! ولاحظنا في المقطع أن حارس تلك المدرسة، أخذ يؤدي عملاً، ليس في الأصل من مهام وظيفته، ولا من متطلبات مهنته!! بل بدأ مرة واقفا أمام طوابير السيارات القادمة ليرتب مسارها، ومرة أمام صفوف السيارات المغادرة لينظّم سيرها، وتارة أخرى تراه ماسكاً بأيدي طالبات صغيرات، لإيصالهن لباب المدرسة، ثم يعود سريعاً لمساعدة أخريات!! وليت الأمر اقتصر على ذلك!! بل زاد وتطور إلي حمل لوحاتهن التعليمية، وليت الأمر أنكفى على ذلك !! بل أخذ منحى آخر، تمثّل بإطلاق عبارات المدح والثناء على تلك الأعمال!! فلا نعلم هل ذلك الشخص حارس مدرسة، أم رجل مرور، أم رجل أمن، أم رجل أمن طرق؟!! أم أنه أب لكل الطالبات !! بالفعل لم نكن نعلم حقيقته!! بل لم يكن المجتمع برمته يعرفه!! فلا مديرة المدرسة تابعت عمله!! ولا إدارة التعليم وصلها خبره!! ولا وزير التعليم علم أمره!! بل الأعجب من هذا!! أن ذلك الشخص حارس البراءة، وحامل الأمانة، وصادق النية، لم يكن يعلم أنه هناك من يصوّره، ولا من يتابعه، أو يلاحظه!! فكان يؤدي عمله بكل صدق وأمانة، تغلفها الشفقة عليهن والرحمة!! بلا رياءً ولا سمعة، ولا حباً للظهور أوالشهرة!! هذه حقيقته!! لكن الذي كان يراه، ويسمعه، ويطلّع على نيته وسريرته، الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور!! فكما صدق ذلك الحارس البسيط في عمله، الكبير في أخلاقه !! بغية الأجر من الله وهو مدرك أن الله يراه، فأظهره الله، ورفع شأنه، وأرى عمله الناس وصدق القائل ? وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ? [ سورة التوبة: 105 ] هذه بإختصار حقيقة ذلك الحارس، ومن هم على شاكلته!! وهم والله كثير ولله الحمد، فهنيئاً لمجتمعنا السعودي الأبَّي أن يكون هذا الشخص أحد أفراده!! وماخفي كان أعظم، وسوف يظهر جلياً عمل الأخيار، في القادم من الأيام !! ودمتم بود ،، Drsaeed1000@hotmail.com Twitter:@drsaeed1000