أكد أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أن العمل في مشروع تطوير حي الطريف بالدرعية يسير على قدم وساق، متوقعا افتتاحه خلال العام المقبل 1438، مشيرا إلى أن الدولة قدمت كافة صور الدعم لهذا المشروع، لإبرازه بالشكل المأمول. جاء ذلك في تصريح لأمير الرياض خلال زيارته التفقدية أمس لمشروع تطوير حي الطريف الأثري، الذي تنفذه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ضمن برنامج شامل لتطوير الدرعية التاريخية، يهدف إلى إعمارها وتحويلها إلى مركز ثقافي سياحي عصري على المستوى الوطني، ووضعها في مصاف المدن التراثية العالمية. افتتاح مبنى المحافظة ترأس أمير الرياض خلال الزيارة، الاجتماع الثامن عشر للجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ومحافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن، والذي عقد في إحدى القاعات المتحفية بحي الطريف. وافتتح الأمير فيصل بن بندر مبنى محافظة الدرعية الجديد الذي تم تشييده ضمن البرنامج. وأعرب عن بالغ شكره وتقديره للقيادة الرشيدة، لما يحظى به برنامج تطوير الدرعية التاريخية من رعاية واهتمام، مشيرا إلى أن الدرعية هي منطلق هذه البلاد، وحاضنة تاريخها المجيد، وآثارها العريقة ابتداء من الدولة السعودية الأولى. وأضاف الأمير فيصل أن اجتماع اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية بحث إنشاء مركز للفنون في الدرعية التاريخية، سيكون -بمشيئة الله- منارة ثقافية لعرض أعمال الفنانين بمختلف فئاتهم، كما سيخصص ضمن المشروع مركز لمنتجات المزارعين المحليين، ومركز آخر للأسر المنتجة، إضافة إلى تخصيص محلات للحرف التقليدية والصناعات التراثية، وذلك في إطار العناية بالأنشطة التراثية وتنميتها في المواقع التاريخية بالمنطقة. وعن دور القطاع الخاص في تطوير حي الطريف، قال "أتحنا الفرصة للقطاع الخاص في مواقع متعددة من برنامج تطوير الدرعية، سيعلن عنها في القريب العاجل بمشيئة الله، وستساهم في توفير العديد من الفرص الوظيفية للمواطنين". خمسة متاحف ويجري ضمن المشروع إنشاء خمسة متاحف في عدد من القصور التاريخية بالحي، تحكي تاريخ الدولة السعودية الأولى، تشمل كلا من: متحف الدرعية، متحف الحياة الاجتماعية، المتحف الحربي، متحف الخيل العربية، ومتحف التجارة والمال، إلى جانب مركز العمارة وطرق البناء التراثية، في الوقت الذي يتم توظيف الأطلال الخارجية لقصر سلوى لعروض الصوت والضوء والوسائط المتعددة، حيث ستستخدم جدران القصر كشاشات لعرض دراما بصرية قصصية تحكي قصة الدولة السعودية الأولى. كما يجري ترميم جامع الإمام محمد بن سعود في الحي، وإعادة استخدامه كمصلى ضمن أبعاده الأصلية التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 2200 متر مربع. وسيشتمل الحي على "سوق الطريف"، الذي يتكون من 38 محلا مخصصة للمنتجات الحرفية والمطاعم التقليدية، إضافة إلى مركز لاستقبال الزوار أقيم عند مدخل الحي، ومركز لإدارة الحي يقام في قصر فهد بن سعود، تديره الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتخصيص قصر إبراهيم بن سعود كمركز لتوثيق تاريخ الدرعية يدار من قبل دارة الملك عبدالعزيز، إضافة إلى تهيئة الممرات والفراغات العامة داخل الحي، ورصفها وإضاءتها بأساليب متعددة لتبرز القيمة التراثية للحي. قيمة تاريخية أوضح عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم السلطان أن حي الطريف يعد أهم معالم الدرعية التاريخية، والعنصر الأساسي للتطوير فيها، فقد كان مقرا لسكن الإمام محمد بن سعود وأسرته -رحمه الله- ومقرا للحكم في الدولة السعودية الأولى، ويحتضن أهم معالم الدرعية وقصورها ومبانيها الأثرية، وفي مقدمتها: قصر سلوى، ومسجد الإمام محمد بن سعود، ومجموعة كبيرة من القصور والمنازل، إضافة إلى المساجد الأخرى، والأوقاف، والآبار، والأسوار، والمرافق الخدمية. وأضاف أن مشروع تطوير حي الطريف يشتمل على 17 عنصرا، يجري تطويرها وفق منهجية تجمع بين موجهات المواثيق العالمية للحفاظ على التراث العمراني، ومقومات الحي الطبيعية والتاريخية. وتتوزع عناصر المشروع بين أعمال توثيق الوضع العمراني والإنشائي للمباني القائمة، وإجراء البحوث والدراسات التاريخية حول عناصر الحي ومرافقه، وتنفيذ شبكات المرافق العامة والبنى التحتية، والترميم الأثري للمباني المهمة وتأهيلها لاستيعاب الوظائف الثقافية والتراثية التي حددت لها ضمن سياق العرض المتحفي لحي الطريف، أو إبقائها كمعالم معمارية. حي البجيري وجهة ترويحية أشار إبراهيم السلطان إلى أن الاجتماع استعرض مشروع تطوير البجيري، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يوم 20 جمادى الآخرة 1436، بعد أن أنهت الهيئة العليا تنفيذه، ما ساهم في إبراز قيمة الحي الثقافية، وتطوير منشآته الثقافية والعمرانية، حيث يتسم الحي بقيمته التاريخية منذ أن كان مقرا لسكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، وأسرته، إضافة إلى ما يتميز به الحي من موقع استراتيجي مميز لتوسطه الدرعية التاريخية وكونه المدخل الرئيس لحي الطريف، وإطلالته المميزة على وادي حنيفة. وقال إن حي البجيري أصبح منذ افتتاحه الوجهة الترويحية المفضلة لسكان الرياض وزوارها من داخل المملكة وخارجها طوال أيام السنة وبشكل خاص خلال مواسم الأعياد والإجازات.