بات من المستحيل، تحديد مكان واحد في العالم في مأمن من الإرهاب، وفي غضون أيام معدودة، انتشرت أحداث وتهديدات الإرهاب إلى عدة أماكن متفرقة من العالم، من مصر إلى روسيا إلى فرنسا إلى مالي إلى بروكسل، وباتت مطارات العالم كله في حالة استنفار أمني غير عادية، والأحداث الدامية في باريس وباماكو، بات متوقع تكرارها في أي مكان في العالم، خاصة في القارة الأوروبية، وهذا يؤكد على أن العدو جد خطير للغاية، إنه عدو مجهول الهوية والمصدر، ومجهول الدوافع والأهداف، ومجهول الإمكانات ومصادر الدعم والتمويل، وأيضاً مجهول المسميات، بالأمس كان القاعدة، واليوم داعش، وغداً ربما اسم آخر. إن ما يشهده العالم الآن، يؤكد حتمية توحيد الجهود ضد هذا الخطر الزاحف على الجميع، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال لقائه وفد الكونغرس الأميركي، على أن محاربة الإرهاب، تتطلب التعاون بين جميع دول العالم، وهو ما أكده أيضاً بيان الخارجية الإماراتية، الذي أدان هجوم مالي. لقد ثبت عدم قدرة جهة واحدة، ولا حتى تحالف واحد، على محاربة الإرهاب، وقد اعترف أمس الأول، الرئيس الروسي بوتين، الذي تهاجم قواته داعش في سوريا بقوة، بأن المهمة صعبة للغاية. الإرهاب عدو للعالم، ويستوجب توحيد جهود العالم لمحاربته.