إذا ما أراد الاتحاد الاسيوي لكرة القدم أن يرفع عن نفسه الحرج فيما يخص اللاعب الأكثر جدارة واستحقاقا لجائزة أفضل لاعب في آسيا، فمن الضروري والهام أن يعيد صياغة المعايير التي تحدد هوية اللاعب، وقبلها يبحث له عن آلية جديدة، بعيدة كل البعد عن مراقبي المباريات الذين يكلفون باختيار افضل لاعب في كل مباراة، هي ما ترجح الكفة في النهاية لحظة التحكيم والتقييم، ذلك أن الحرج والجدل، يصدر في الأساس بسبب قناعات بعض المراقبين، ليس جميعهم لا يتمتعون بالدقة المطلوبة في اختيار اللاعبين ولا أيضا بما يساعدهم من خبرات فنية ونظرة تقييمية، الى جانب الازدواجية المفروضة عليهم بمراقبة المباريات وما يدور فيها وكافة الأحداث والتفاصيل، والتي لا شك أنها تتطلب حضورا وتركيزا ودقة أكبر، لا يمكن أن تسعفهم للتركيز على جوانب اضافية ولاعبين آخرين.! ان القيمة الكبيرة التي بلغتها الجائزة الاسيوية واعتبارها الأهم في جوائز الاتحاد القاري التي تسلط عليها الأنظار والأضواء، يتوجب ومنذ فترة طويلة أن تحظى بتركيز أكبر فيما يخص معاييرها والجوانب المفصلية التي لها أن ترجح الكفة، وليس من الجانب الايجابي والمضيء أن تتجاهل الجائزة الاهتمام بمشاركة اللاعب مع منتخب بلاده، حتى أكبر واكثر من ناديه، خاصة وأن التركيز على الأدوار التي يمكن أن يقدمها اللاعب مع النادي، لا شك أنها لا تشجع على الجهود والأدوار التي تحتاج اليها منتخبات الوطن من نفس اللاعبين، وأيضا ترسخ من الأفكار ما يمكن أن يشجع على عدم الاكتراث لبعض اللاعبين، طالما أنهم وبتجاهلهم لمصالح منتخباتهم، لا يتأثرون أكثر من تأثرهم عندما لا يقدمون مع أنديتهم ما عليه يتقاضون.! لا يمكن أن يقال ان الجائزة وخلال السنوات السابقة تسببت في تجاهل العدد الكبير من اللاعبين، خاصة في الخليج، للأدوار والمسؤوليات المطالبين بتقديمها مع منتخبات وطنهم، لكنها دون شك تظهر جزءا لا يتجزأ من تلك المسؤوليات والاتهامات، خاصة في ظل وجود صورة وحدث، عندما يظهر غالبية اللاعبين حرصا للفوز والتتويج، وان يكون لهم نصيب كبير، ليس في نجومية واضواء، بل وايضا في قيمة اجتماعية واضواء من شأنها أن ترفع الوتيرة والحماس وتشارك في الزيادة والرغبة في تجاوز التحديات.! ان اقتصار غالبية المتوجون في اليوم الختامي على مستوى الجائزة بالمشاركين في نهائي دوري أبطال آسيا أو ما قبله من مراحل، لا يمكن أن يمثل القيمة الأكبر من العدالة، في ظل الحديث والتركيز عن تميز آخر للاعبين مع منتخبات بلدانهم أكبر بكثير مما يقدمه اللاعبين المختارين مع أنديتهم، لا شكوك أنه يؤكد الخلل وعدم الدقة عند الاستعانة بقناعات غير دقيقة وأيضا الازدواجية مع المراقبين.!