انتقد عدد من المتعايشين مع مرض الإيدز، كشف الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز في جدة، أسماءهم وعناوينهم لجمعية أخرى، ما سبب لهم الحرج الاجتماعي. وقال المتعايشون في تغريدات على «تويتر» وفي رسائل نصية خصوا بها «عكاظ» إن الكشف عن أسمائهم وأرقامهم وهواتف ومواقع سكنهم شهر بهم، مشيرين إلى أنهم كانوا يأملون من جمعية مرضى الإيدز أداء دورها على أكمل وجه، بدلا من تجيير مساعدتهم إلى جمعية خيرية أخرى. بينما أرجع مصدر في جمعية مرضى الإيدز انتقال معلومات بعض من المتعايشين لإحدى الجمعيات، إلى ضعف موارد جمعيتهم، ما دفعها للاستعانة بجمعية أخرى. وأفاد المصدر لـ«عكاظ» أنه جرى الاتفاق مع المتعايشين على استلام معوناتهم من قبل إحدى الجمعيات الخيرية بالتنسيق مع جمعية الإيدز، ولم يكن هناك أي امتعاض أو تردد من قبل بذلك، «لاسيما أننا أوضحنا ظروف تحويلهم إلى جمعية أخرى معتمدة». إلى ذلك، أكد المحامي والأكاديمي الدكتور عمر الخولي، أنه كان من المفترض على جمعية الإيدز أخذ موافقة المتعايشين في نقل معلوماتهم الخاصة إلى جمعية أخرى. واستدرك بالقول: «لكني أرى أن تصرف الجمعية كان بهدف تقديم المعونة للمتعايشين من خلال جميعةأخرى، بعد أن تعذر عليها تقديمها بشكل مباشر، وبالتالي لم يكن هناك قصد الضرر، بل على العكس من ذلك تماما»، مشيرا بقوله «إننا لا نستطيع أن نصف تصرف جمعية الإيدز بالتشهير بحق المتعايشين». وأضاف: «ولا أتوقع أن تقبل للمتعايشين شكوى ضمن هذا الإطار، فالتشهير يعني تسريب معلومات المتعايشين إلى العامة عمدا بقصد الإضرار، أما خطوة الجمعية فكان بهدف استمرار تقديم معوناتها عبر جمعية خيرية أخرى». ورأى المتعايش أبو حسين أن طريقة تعامل جمعية الإيدز مع المتعايشين بدأت في التغير مؤخرا، منها مطالبهم بالبصم بدلا من التوقيع حتى يمكنه الحصول على المساعدة، ومطالبة المتعايشات بكشف الوجه للتأكد من هوياتهن من قبل مسؤولي المعونة في الجمعية. وقال أبو حسين: «كل ذلك تجاوزه المتعايشون لأجل الحصول على المعونات (الزهيدة) التي تقدمها الجمعية لهم، لكن أن يصل الأمر بجمعية الإيدز الكشف عن هوياتنا وأسمائنا لجمعية أخرى، فهذا ما لم نكن نتوقعه أبدا. ومن وافق على ذلك من قبل المتعايشين ليس إلا استسلاما للضغوط لأجل الحصول على المعونة». وبين أنه جرى تجاهل الشكوى التي تقدم بها مع عدد من المتعايشين لمسؤولي الجمعية، احتجاجا على كشف هوياتهم لجمعية خيرية أخرى غير معنية بمرضى الإيدز، مبينا أنهم أخطروهم أن الحصول على المعونة، يتطلب التنسيق مع الجمعية الخيرية الجديدة، وهو ما يستلزم معرفة هوياتهم، ومعرفة مقر إقامتنا أيضا، ما أدخلهم في حرج في المجتمع. وبينت أم خالد أنها لم تكن تتوقع أن يتصل بها من غير المسؤولين في جمعية الإيدز ليخبرها أنه يعلم عن مقر سكنها، وعدد أفراد أسرها.. وبالتأكيد يعلم إصابتها بمرض الإيدز. وتقول: «لولا الحاجة لما لجأت لجمعية الإيدز للحصول على المعونة، والتي كانت تستلزم مني الانتظار طويلا والتنقل للحصول عليها. لكن الجمعية بدلا من أن تساعدنا ساعدت على التشهير بنا، وإعلام من لا يعلم عن إصابتنا بمرض الإيدز».