أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها إمكانية الاستغناء عن الديون الجديدة في موازنة العام المقبل، على الرغم من أزمة اللاجئين والتهديدات الإرهابية المتصاعدة. وبحسب "الألمانية"، فقد ذكرت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، أنه من الممكن بالنسبة إلى العام المقبل تنفيذ موازنة متوازنة على المستوى الاتحادي، وذلك بناء على الوضع الراهن، مشيرة إلى أنه من الصعب التنبؤ بالكيفية التي ستتطور بها الأمور لاحقا. وأشادت ميركل بالدور الذي تضطلع به الشركات الألمانية في دمج اللاجئين في المجتمع الألماني، مؤكدة أنه من المهم أن تقدم الشركات فرصا للتدريب المهني للاجئين. وأضافت ميركل أنه "سيتم عمل كل شيء من أجل تهيئة الظروف لذلك بحيث تتم الاستفادة من وظيفة التدريب حتى نهايتها"، وشددت على أهمية التنسيق بين الشركات والساسة في هذا المجال. وتسعى الحكومة الألمانية إلى تسهيل الإجراءات والقوانين الخاصة بدمج طالبي اللجوء في سوق العمل، ورغم أن شركات ألمانية كبرى تقدم للاجئين بعض الدورات التدريبية وأماكن للتكوين المهني في بعض الأحيان، إلا أنه نادرا ما يحصل اللاجئون على مناصب عمل دائمة. ويخشى عديد من الشركات أن يتم ترحيل هؤلاء اللاجئين إلى دولهم الأصلية في وقت لاحق، وهذا ما يدفع بالشركات إلى التفاوض مع الفاعلين السياسيين، بهدف تحسين ظروف دمج اللاجئين في سوق العمل. وفي هذا السياق، أطلقت شركة سيمنز الألمانية العملاقة في مطلع هذه السنة في مدينة إيرلانجن برنامجا خاصا يشمل عشرة متدربين من اللاجئين، الذين يحصلون على رواتب خلال فترة التدريب، كما شمل البرنامج تسعة مواقع أخرى تابعة للشركة. وفي هذا الصدد، يقول ميشائيل فريدريش المتحدث باسم "سيمنز"، "إن البرنامج يهدف إلى دمج اللاجئين في الحياة الطبيعية والحياة اليومية العادية، لكن حتى الآن لم يحصل هؤلاء اللاجئون على مكان للاستفادة من تكوين مهني في الشركة، وقد يتغير ذلك قريبا". من جهتها، تقدم شركة "تليكوم" الألمانية العملاقة في مجال الاتصالات تدريبا للاجئين مقابل أجر، غير أن شروط قبول المرشحين تبدو صعبة، فالشركة تبحث أساسا عن طلاب في مجال إدارة الأعمال بمهارات جيدة في اللغتين الألمانية والإنجليزية. وحتى الآن لم تعثر شركة تليكوم على أي متدرب بهذا التوجه، ولكنها تلقت عديدا من الطلبات، أما شركة "كونتينوتال" لصناعة أجزاء السيارات، فتقدم إلى جانب التدريبات المهنية التي تدفع عليها أجورا، برامج لدعم اللاجئين ومساعدتهم في الحصول على شواهد مدرسية وبالتالي الاستفادة من التكوين المهني. وتطالب الشركات بتوضيح الشروط القانونية مع وكالة العمل الألمانية، مؤكدة أن ردود الفعل كانت إيجابية، وقد حصل بعض اللاجئين بالفعل على عقود للاستفادة من التكوين المهني داخل شركات كبرى، مثل شركة دايملر للسيارات، التي تعرض عقودا للاجئين في أربعة من فروع شركتها، إذ تقوم الشركة العملاقة بتشغيل لاجئين سوريين وعراقيين حاصلين على تصريح عمل، إضافة إلى ذلك تساعد "دايملر" في مشاريع لدعم اللاجئين في مدينة شتوتجارت.