قصفت طائرات التحالف العربي، بقيادة السعودية، منصة للصواريخ يسيطر عليها الحوثيون في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، في حين حققت قوات الشرعية تقدماً على محاور عدة في مدينة تعز. وفيما ذكرت مصادر سياسية يمنية أن محادثات السلام التي كانت مقررة هذا الشهر بين ممثلين عن الحكومة اليمنية الشرعية والانقلابيين من جماعة الحوثي وحزب المخلوع علي عبدالله صالح، قد تأجلت إلى ديسمبر المقبل، غادر صنعاء، أمس، وفد الحوثيين وحلفائهم في حزب صالح إلى العاصمة العمانية مسقط، لإجراء مشاورات جديدة مع مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في ظل دعوة المتمردين إلى استمرار القتال والحشد على جميع الجبهات. وتفصيلاً، أغارت طائرات التحالف على منصة لإطلاق الصواريخ بمنطقة النخيلة جنوبي مدينة الحديدة، حيث مازالت تتركز جيوب للمتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح. وكانت طائرات التحالف قد دمرت 10 منصات للصواريخ التي سيطر عليها الحوثيون إبان الانقلاب على الشرعية في اليمن، بما فيها منصات إطلاق صواريخ بالستية. في غضون ذلك، استعادت القوات الشرعية في اليمن السيطرة على محاور رئيسة عدة حول محافظة تعز، حيث دفعت هذه القوات بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه مديرية الراهدة في المحافظة. ووصل رجال المقاومة والجيش الوطني المدعومين من قوات دول التحالف إلى أطراف الراهدة، وجاء ذلك بعد إحكام سيطرتهم على منطقة الشريجة الحديدة بين محافظتي لحج وتعز. وأفادت مصادر محلية بمشاهدة انسحاب مركبات عسكرية تابعة للحوثيين وصالح، إلى أطراف الراهدة من اتجاه مدينة تعز. وتابعت المصادر أن نقاط تمركز الحوثيين وقوات صالح تراجعت أيضاً، وأنهم انتشروا في المزارع وتحت الأشجار على الخط بين الراهدة وتعز. وفي وقت لاحق، وقعت مواجهات بين مقاتلي المقاومة والمتمردين في منطقة ثعبات شرقي مدينة تعز. وتمكنت القوات الشرعية، بمساندة من قوات التحالف، من استعادة السيطرة على مديرية الوازعية في محافظة تعز، في حين واصلت قوات المقاومة التقدم باتجاه القرى القريبة، لفك الحصار عن كامل المحافظة. في السياق نفسه، أوضحت المصادر، أن طيران التحالف العربي استهدف تعزيزات للحوثيين وقوات صالح على خط تعز عدن بمدينة الراهدة، كانت متجهة إلى منطقة الشريجة التي سيطرت عليها قوات الجيش والمقاومة. وأكدت المصادر أن الغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وقوات صالح، إلى جانب تدمير آليات مسلحة لهم. وقالت إن تعزيزات كبيرة للجيش والمقاومة وصلت إلى مشارف مدينة الراهدة، لافتين إلى أن التعزيزات شملت مدرعات ودبابات وأسلحة ثقيلة. من جهة أخرى، أسفر قصف عشوائي شنّه المتمردون من ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، أول من أمس، على مناطق في محافظتي تعز والضالع، عن مقتل وإصابة مدنيين، بينهم نساء وأطفال. وقتل مدني وأصيب 11 طفلاً، في سقوط قذيفة أطلقها المتمردون بجوار جامع السعيد بحي عصيفرة في مدينة تعز، كما قـتل خمسة مدنيين وأصيب آخرون، بينهم نساء وأطفال، في قصف بالمدفعية شنّه المتمردون على منطقة الديم في جبل صبر المطل على المدينة. وفي محافظة الضالع، تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على جبل الذاري ومعصر جنوبي مدينة مريس، بعد قصف عشوائي من قبل القوات المتمردة، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين. ووفقاً لمصدر محلي بمدينة دمت فإن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على جبل مضرح الاستراتيجي وجبل المعصر شمال غرب دمت، عقب مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة أدت إلى مقتل ما يزيد على 10 من مسلحي الحوثي . إلى ذلك، أصيب عدد من المدنيين بقصف عشوائي لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة مريس بمحافظة الضالع. وفي مديرية ذي ناعم، بمحافظة البيضاء، قتل سبعة من ميليشيا الحوثي وصالح، في كمين لرجال المقاومة الشعبية، استهدف عربة تابعة للمتمردين. من جهة أخرى، ذكرت مصادر سياسية يمنية أن محادثات السلام التي كانت مقررة هذا الشهر بين ممثلين عن الحكومة اليمنية الشرعية والانقلابيين من جماعة الحوثي وحزب المخلوع صالح، قد تأجلت إلى ديسمبر المقبل. وأشارت المصادر إلى أن التأجيل جاء عقب ظهور المزيد من التعقيدات الإضافية، حول أجندة الحوار المدعوم من المجتمع الدولي، وفي ظل تطورات كبيرة تشهدها جبهات المعارك بين الجانبين تجعل من الحسم العسكري الطريق الوحيد لحل الأزمة . في السياق، توجه وفد الانقلابيين من الحوثيين وحليفهم حزب المخلوع، أمس، إلى العاصمة العمانية مسقط، لإجراء مشاورات جديدة مع مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ضمن التحضيرات الجارية لعقد محادثات السلام المباشرة بين الجماعة والحكومة المعترف بها دوليا.ً ويضم الوفد، الناطق باسم جماعة التمرد محمد عبدالسلام، ومدير مكتب زعيم الجماعة، مهدي المشاط، والقياديين البارزين في حزب المخلوع، ياسر العواضي، ويحيى دويد، وفائقة السيد. وزعم الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، أن عودة الوفد إلى مسقط، جاءت بعد أن تلقت الجماعة رداً إيجابياً، من المبعوث الأممي، بشأن ملاحظاتهم حول أجندة المحادثات التي دعت الأمم المتحدة لانعقادها هذا الشهر. وأضاف في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن مشاوراتهم مع ولد الشيخ، ستكرس لمناقشة النقاط المختلف عليها للوصول إلى حوار سويسرا، المزمع عقده في المرحلة المقبلة. وتأجل موعد جنيف 2 أكثر من مرة، وأعلنت الرئاسة اليمنية الوفد الممثل لها في المشاورات، في حين لم يكشف الحوثيون والموالون للمخلوع عن ممثليهم في الحوار. وفي تطور آخر، وصلت طائرة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، محملة بأكثر من 40 طناً من المستلزمات الطبية لمرضى الكلى إلى مطار صنعاء الدولي، وفق ما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية، أمس.