أعدمت سلطات بنغلاديش اثنين من زعماء المعارضة بعد إدانتهمابجرائم حرب ارتكبت خلال حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971، وذلك بعد أن رفض الرئيس محمد عبد الحميد التماسهما العفو. وتم تنفيذ الإعدام بحق كل من القيادي بحزب الجماعة الإسلامية علي إحسان محمد مجاهد (67 عاما) وصلاح الدين قادر تشودري (66 عاما) العضو السابق في البرلمان عن حزب بنغلاديش القومي الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء، وذلك في الساعات الأولى من صباح اليومالأحد داخل سجن بوسط العاصمة دكا. وكان الرئيس عبد الحميد قد رفض الالتماس الذي قدمه السياسيان المدانان لطلب العفو الرئاسي عنهما، وفقا لوزير الداخلية أسد الزمان خان. وأدانت محكمة خاصة بجرائم الحرب في عام 2003 كلا من تشودري ومجاهد بتهم الإبادة الجماعية وهجمات بالحرق العمد والتعذيب وأشكال أخرى من الجرائم ضد الإنسانية أثناء الحرب التي استمرت تسعة أشهر. ونشرت الحكومة قواتها في العاصمة للحفاظ على النظام قبل تنفيذ حكم الإعدام. وكانت قيادة حزب الجماعة الإسلامية قد دعت إلى تنظيم إضراب عام الخميس الماضي احتجاجاعلى إقرار المحكمة العليا أحكام الإعدام. وقال مدير مكتب الجزيرة السابق في باكستان أحمد زيدان إن الانطباع العام في بنغلاديش يميل إلى الاعتقاد بأن رئيسة الوزراء الشيخة حسينة تكتسب شرعيتها من خلال تصفية ما تسمى ذيول حرب الاستقلال، أي التخلص من كل من وقف في وجه الانفصال عن باكستان. وأضاف أن الجمعيات الحقوقية تنتقد الأحكام القضائية بالإعدام لأنها لم تطل أي ضابط بنغالي وقف مع الجيش الباكستاني خلال تلك الحرب، ورأى أن أحكام الإعدام تأتي في سياق تصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين ولإقناع الناخبين في الانتخابات المقبلة. يذكر أن المحكمة قضت في فبراير/شباط 2013 بالسجن مدى الحياة على عبد القادر ملا نائب الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية، ثم حكمت في 17 سبتمبر/أيلول 2013 بإعدامه، وقد تم التنفيذ بالفعل في 12 ديسمبر/كانون الأول 2013. ويعد حزب الجماعة الإسلامية من أهم الشركاء في تحالف المعارضة الذي يقوده حزب بنغلاديش القومي، وسبق أن شكل الحزبان ائتلافا حكوميا عام 2001.