تعتزم فرنسا اقامة مراسم مهيبة لضحايا هجمات باريس الجمعة المقبلة، في وقت أمر الرئيس الفرنسي بتكثيف الغارات على معاقل تنظيم داعش، وقدم شكره للمغرب على المساعدة الفعالة التي قدمها بعد الهجمات. وفي حين مازالت التحقيقات جارية للكشف عن مخططي ومنفذي الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس وتواصل تعقب صلاح عبد السلام الذي يشتبه أنه أحد المهاجمين، أعلن الكرملين أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى واشنطن وموسكو هي خطوة باتجاه تشكيل تحالف ضد الإرهاب. وقال المسؤول في الرئاسة الروسية، يوري اوشاكوف، للصحفيين إن الكرملين يعتقد أن الزيارة المقبلة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى واشنطن وموسكو خطوة باتجاه تشكيل تحالف ضد الإرهاب. وقال اوشاكوف إن هولاند سيلتقي بوتين في موسكو يوم 26 نوفمبر لبحث سبل محاربة الإرهاب والأزمة السورية. وقال قبل موسكو سيزور الرئيس الفرنسي واشنطن ونعتبر ذلك تشكيلا لتحالف أوسع ضد الإرهاب، مضيفا أن بوتين وهولاند سيلتقيان مرة أخرى خلال مؤتمر في باريس يوم 30 نوفمبر. مراسم مهيبة ومن جهته، قال مكتب رئيس وزراء فرنسا فرنسوا هولاند إنه ستجرى إقامة مراسم مهيبة لإحياء ذكرى ضحايا هجمات باريس يوم 27 نوفمبر بعد أسبوعين تقريبا من الهجمات الدامية. وكان نحو 129 شخصا قد قتلوا وأصيب 352 آخرون في الهجمات التي وقعت في 13 نوفمبر على مقاه وحانات ومطاعم واستاد لكرة القدم وقاعة موسيقية ونفذتها عناصر تنظيم داعش. وقال قصر الاليزيه في بيان ستوجه تحية وطنية لضحايا هجمات 13 نوفمبر في ساحة فندق ناسيونال دي إنفاليد يوم الجمعة 27 نوفمبر في الساعة العاشرة والنصف صباحا (09:30 بتوقيت جرينتش). وقالت شبكة يوروب 1 الإخبارية إنه تم اتخاذ قرار بعدم إقامة مراسم تكريم الضحايا في وقت مبكر لإتاحة الفرصة للمصابين للتماثل للشفاء، والسماح لأسر الضحايا بإقامة الجنازات وقضاء فترة من الحداد. ومن المتوقع أن يحمل الحرس الوطني صورة لكل من الضحايا وأن يلقي أولاند خطابا. تكثيف الغارات وعلى الصعيد الخارجي، أمر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بـتكثيف الغارات الجوية ضد التنظيم المتشدد في سوريا وكذلك في العراق. وقدمت فرنسا مساء الخميس مشروع قرار الى مجلس الامن يدعو لاتخاذ كل الاجراءات الضرورية لمكافحة تنظيم داعش الذي تبنى اعتداءات باريس. وأثار هولاند الذي سيتوجه الاسبوع المقبل الى واشنطن وموسكو امكان التعاون العسكري في سوريا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي باراك اوباما. كما تم التباحث في الموضوع بين قادة اركان الجيوش الفرنسية والروسية التي تكثف منذ اربعة أيام غاراتها على الرقة معقل تنظيم داعش في شمال سوريا. وفي الخارج، لا يزال القلق مستمرا فقد أشارت الولايات المتحدة الى تهديدات بحصول اعتداءات في ايطاليا، خصوصا في روما وميلانو. التحقيقات وفي كشف جديد، أعلنت نيابة باريس أمس أن ثلاثة أشخاص قتلوا في عملية الشرطة الأربعاء في سان دوني بالضاحية الشمالية لباريس من بينهم امرأة سيتم تأكيد هويتها لاحقا. وحتى الآن كانت السلطات تشير الى قتيلين على الأقل، أحدهما المدبر المفترض لاعتداءات باريس عبد الحميد أباعود. واشارت النيابة الى العثور على جثة امرأة بين الركام ليل الخميس الجمعة. وأكد ممثلو ادعاء فرنسيون العثور على جثة ثالثة داخل الشقة السكنية التي داهمتها الشرطة الفرنسية الأربعاء. وقال مكتب الادعاء الفرنسي إن ثلاثة أشخاص قتلوا في المداهمة. وذكر ممثلو الادعاء في بيان أنه تم العثور على جواز سفر خاص بحسناء آية بولحسن في حقيبة يد تم العثور عليها في الشقة. 600 مداهمة وعلى صعيد التحقيق، لا يزال البحث مستمرا عن صلاح عبد السلام، الذي يشتبه في انتمائه الى المجموعة التي هاجمت المطاعم والمقاهي في 13 نوفمبر. وتشتبه السلطات في أن شريكين له ساعداه في الهرب الى بلجيكا، حيث تم توجيه الاتهام اليهما. وربما يكون متشدد آخر لم تحدد هويته فارا أيضا من القضاء. وتتواصل عمليات المداهمة التي جعلتها حال الطوارئ اكثر سهولة، وبلغ عددها 600 منذ 13 أكتوبر في كل أنحاء البلاد، وقد فرضت السلطات الاقامة الجبرية على 157 شخصا. خيط مغربي وفي ما يمكن أن يكون خيطاً مغربياً في التحقيق، قال مصدر أمني في المغرب إن السلطات المغربية اعتقلت الشهر الماضي ياسين أباعود، الشقيق الأصغر لعبد الحميد أباعود، مدبر هجمات باريس المشتبه به، لدى وصوله إلى أغادير بلدة والده. وقال المصدر الأمني، الذي لم يكشف عن هويته، إن ياسين اعتقل الشهر الماضي لدى وصول طائرته الى أغادير، وهو محتجز منذ ذلك الوقت. وأضاف هو محتجز منذ نحو شهر الآن. ولم يتضح لماذا سافر الشقيق الأصغر لعبد الحميد إلى أغادير، أو ما إذا كانت له صلات بشبكة المتشددين في أوروبا. ورفض المصدر الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن الاعتقال. وكانت مصادر قالت إن مسؤولين أمنيين مغاربة قدموا معلومات ساعدت نظراءهم الفرنسيين على القيام بمداهمة في ضاحية سان دوني بباريس يوم الأربعاء، والتي قتل فيها عبد الحميد. وقال مصدر في الشرطة الفرنسية ان أربعة من ممثلي أجهزة الأمن المغربية كانوا في باريس يوم الثلاثاء للقاء رؤساء الشرطة القضائية.