طبع أحد الناشرين العرب كتابا قبل أيام تحت عنوان: «مملكة الكراهية ــ كيف دعمت السعودية الإرهاب العالمي الجديد». الكتاب من تأليف: دور غولد، وقد قام ذلك الناشر بترجمته. العنوان صادم لكثيرين يقرأونه لأول وهلة، لكن تتفهم الموضوع حين تعلم كثافة المشكلات بين هذا الناشر والسعودية، هناك نفث لحقد أزرق تجاه المملكة وتجاه القيادة السعودية. أخذ الموضوع الشخصي مسارا للانتقام من بلاد دعمت كل المسلمين والعرب، وقامت بأكبر حرب شرسة ضد الإرهاب في العالم. هذه العناوين البراقة كنا نسمعها قديما إبان الخطاب الخشبي وخطابات الإخوة العرب الذين يعادون السعودية على كل فعلة تقوم بها، وأمثال هذه الأطروحات تموت ويبتلعها الزمن. السعودية أنفقت أكبر ميزانية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، بل دعمت الدول الأخرى لضرب الإرهاب فقد عززت الجيش اللبناني بثلاثة مليارات دولار، ودعمت مصر واستطاعت أن تعيد المساعدات لمصر والجيش المصري. والملك عبدالله بن عبدالعزيز الملك الأكثر شجاعة حين جرم جماعات الإرهاب مثل: الإخوان، داعش، القاعدة، حزب الله، وجبهة النصرة، كل هذه الجماعات مجرمة قانونيا بالسعودية. يوميا نخسر شهداء الواجب في الجيش والشرطة والقوى الأمنية كافة، وتجرعت السعودية مرارة الإرهاب منذ عشرين عاما، ويأتيك من يكتب بجرة قلم كلاما مرسلا على عواهنه يبنى على أحقاد وضغائن وشهادات ووثائق لا قيمة لها من الناحية التاريخية والعلمية. منذ تأسيس السعودية وهي تحارب من أقلام تدعم من الشرق والغرب، ومن «الأعدقاء» وهم أنصاف الأصدقاء وأنصاف الأعداء، وحين يكون الكتاب ممهورا باسم شخص أجنبي أو غربي يصاب البعض بالذعر وكأن ما سيطرحه سيكون حقا مطلقا وهي عقدة «الخواجة» كما وصفها الراحل غازي القصيبي. أيا يكن هذا الكتاب ومؤلفه وناشره، غير أن السعودية بلد أقوى من كل أقلام الغضب والحقد، ومكافحتها للإرهاب شهدت بها المؤسسات الدولية والأمم المتحدة ولسنا بانتظار من يعطينا صكوك غفران وشهادات حسن سيرة وسلوك.