ــ يقولون «من لا يأكل بـيده لا يشبع»، وهكذا بدا مشهد النصراويين السبت الماضي، حين شخص إلتون ورفاقه المثل الشعبي على أرض الواقع، ونجحوا في تحقيق مبتغاهم حتى «شبعوا بنقاط المواجهة المثيرة»، وربما معها الدوري. ــ اقتنصوا فوزا ثمينا أزاحوا به منافسا وأبعدوا آخر، بعد أن كاد الشباب يظفر به ويقترب منه لولا حظه العاثر وقلة حيلته. ــ بدا أن هذه الحكمة أكثر فعالية للنصر، وأجدى نفعا من أي أمر آخر بشواهد يذكرها التاريخ ، إذ سبق أن قدمت يد حسين هادي بطولة كأس الاتحاد السعودي للفريق الأصفر موسم 1418 على حساب الاتحاد، كما هي يد السهلاوي وريان بلال وغيرهما في أكثر من مناسبة، بل وصل الأمر للحارس عبدالله العنزي خارج حدود منطقة الجزاء. ــ أقول ذلك وأعنيه لبعض النصراويين تحديدا ممن لا يبصرون إلا ما يريدون ويغضون الطرف عن ما لا يروق لهم، فهذه الحالات وغيرها من الأخطاء التحكيمية التي جلبت الحظ والإنجازات للفريق، لا يرون فيها ما يمكن أن يصنف على أنه خطأ تحكيمي وارد في عالم الكرة؛ لأنها ببساطة ليست في صالحهم، بل يتفننون في اجترار الماضي والغناء عليه وتوزيع التهم، وهنا تختل المعادلة بين من يعي أن الحكم بشر يخطئ ويصيب، كما هو الحال في أكبر المنافسات العالمية، وبين من يروج لثقافة التشكيك والتجريح. ــ أذكر جيدا كيف ألغى المهنا جزائية الكاتو وحرم الهلال من نهائي الدوري لصالح النصر، مثلما أذكر هدف خميس العويران الملغي، وغيرها من الأخطاء التي حرمت البطولات، وكان آخرها ما فعله مطرف وما تبع خطأه التحكيمي الذي أفقد الأزرق الدوري من أفلام مسلسلات أجيد حياكتها والترويج لها، لكنه الهلال يمضي ولا يقف عند الأعذار وهنا الاختلاف، وأتمنى أن يكون النصر هو الآخر قادرا على السير في خطى غريمه وتجاهل الإثارة خارج الميدان. ــ الاستعانة بالمدرج في كشف حالة تسلل قيل إنها تختلف عما عرضته الرياضية يعيد النظر في جميع الحالات التي روج على أنها صحيحة، فكل لقطة قابلة للشك بما فيها أهداف جميع الفرق المحتسبة، وتبقى المسألة هنا خاضعة لمصالح الجماهير التي تظهر ما تريد وتخفي ما لا يروق لها. ــ وبعيدا عن صخب الأخطاء التحكيمية، يبقى النصر أفضل فريق في القسم الأول من الموسم فنيا وعناصريا وأرقاما، والقفز فوق ذلك أو محاولة التقليل منه لا يبدو منطقيا، خصوصا أن العمل الذي قدم جدير بالإشادة. ــ لم أكن على ثقة بأن النصر سيمضي بعيدا ويغير قناعتي بأنه يحتاج سنوات للعودة للمنصات، لكنه فعل وأعتقد أنه اقترب من لقب مهم إن احترم منافسيه جيدا كما هو الآن.