يعد اتخاذ القرارات أحد المهام الرئيسة والصعبة للمديرين والقادة في المنظمات بمختلف أنشطتها، وذلك من منطلق تأثيرات هذه القرارات، وما يترتب عليها من نتائج تمس المنتسبين لهذه المنظمات والقائمين عليها، لا ترتبط بمكان أو زمان. وفي هذا الإطار، يشير J. Baldoni المستشار العالمي للقيادة الإدارية في مقالة بجريدة الواشنطن بوست Washington Post إلى إمكانية تجنب النتائج العكسية المترتبة على اتخاذ القرارات، وذلك بدراسة القرار قبل اتخاذه، وتقييم الآثار المتوقعة التي يمكن أن تنجم عنه، وهو ما يتطلب إجابة القائد عن عدد من التساؤلات المهمة التي ستسهم في تحقيق نتائج إيجابية ومكاسب كبيرة للمنظمة والمستفيدين من خدماتها. ــ لماذا هذا القـرار مهـم ؟ تحتاج القرارات الكبيرة لمداولات مكثفة بين القائد والمرؤوسين، واختبار فرضيات معينة، ودراسة ما يمكن أن يترتب على عدم اتخاذها، والبدائل المقترحة، وهي خطوات مهمة يتوقع أن تسهم في اتخاذ قرارات سليمة. ــ من المستـفـيد من هذا القـرار؟ من الطبيعي أن يكون هناك رابحون وخاسرون في كل قرار، وذلك لأن القرارات ترتبط عادة بالتغيير، وحصول البعض على السلطة والنفوذ، وحرمان آخرين منها، ما يتطلب تعامل القائد مع مقاومة التغيير المتوقعة بحكمة، وإتاحة الفرصة للعاملين للمشاركة في صنع القرارات لخير المنظمة ومنسوبيها. ــ ما التكلفة المتوقعة لنقض القـرار؟ غالبا ما تصاحب إلغاء القرارات مخاطر كبيرة، وخاصة عندما تستثمر المنظمة وقتا طويلا وموارد كثيرة لتنفيذها، وهو ما يجعل المنظمة تبدو غير مركزة وضعيفة، وفي هذه الحالة قد يكون من الحكمة الانسحاب، وإلغاء القرار حماية للمنظمة من خسارة الوقت والمال، أو تنفير أصحاب المصلحة.. ــ ما الأفضل بالنسبة للمنظمة؟ يواجه القائد تحديات يومية للقيام بما يعود بالنفع على المنظمة ومنسوبيها، ويضطر أحيانا لاتخاذ قرارات مؤلمة قد لا ترضي جميـع الأطراف، لكنها تحقـق مكاسب على المدى الطويـل تفوق المكاسب قصيرة الأجل. وعندما يقرر القائد الأفضل للمنظمة يكون وسيطا نزيـها بينها وبين مستفيديـها، ويمكن أن يتراجـع عن قراراته خدمة للمنظمة حتى لو كانت غير صحيحة، أو خلافا لمصلحته. • كلـمـة أخـيرة: قد نضطر أحيانا لاتخاذ قـرارات صعبة لنمضي قدما في الحياة.