--> لدينا أعلى معدلات درجات الحرارة في العالم, وأسوأ الظروف البيئية التي تبدأ بالغبار ولا تنتهي به, ومع ذلك نجد مباني تجارية أو حكومية بواجهات زجاجية كاملة في مشهد مضحك مبكي لا يمت للمنطق بصلة فنحتاج لتبريد المبنى ضعف ما يحتاجه مبنى معزول ويحترم البيئة باختيار ما هو مناسب من تصميم معظم منازلنا كعلب الكبريت المتراصة بلا روح أو هوية, تصمم في الغالب بطريقة لا يمكن أن توصف سوى بالسوء, فلا دراسة لما يسمى علمياً بدائرة الشمس أو اتجاه الرياحوما هو كاف من عزل ومواد بناء تلطف قساوة الأجواء بدلا من أن تزيدها, و لذا عندما تسير نهاراً في أحد الشوارع الرئيسية سيخيل اليك أنك في منطقة مليئة بالمرايا التي تعكس لك ما تبقى من أشعة الشمس التي لم تأتك مباشرة, اضافة الى تكاليف التنظيف المستمر لهذه الواجهات بشكل مختلف عن ما يحصل في بلدان لا تعرف الغبار, ولهذا ذكرت في مقال سابق أن البناء لدينا تراكمي وأقصد بذلك أنه غير مدروس علميا بل استيراد بطريقة النسخ واللصق, فمن يضع الواجهات الزجاجية الكاملة هم الشعوب الفاقدة لأشعة الشمس في معظم أيام العام, وبلا شك نحن لسنا منهم. وفي الجانب الآخر معظم منازلنا كعلب الكبريت المتراصة بلا روح أو هوية, تصمم في الغالب بطريقة لا يمكن أن توصف سوى بالسوء, فلا دراسة لما يسمى علمياً بدائرة الشمس أو اتجاه الرياح , ينتج عن ذلك منازل حارة في الصيف وباردة في الشتاء, أفنية لا يستفاد منها وأسطح هي فقط للشمس ومزيد من الغبار. هي تلك معظم بيئاتنا العمرانية الجافة والمتنافرة مع البيئة, ومشكلتنا الأساسية في عدم الاهتمام الكافي بالتصميم وان حدث من القلة فهو من منطلق جمالي مهم ولكن بلا أدنى اهتمام بالتأثير الوظيفي الأهم بلا شك. لنعود للوراء قليلاً عندما كانت الامكانيات العلمية أقل وكذلك الموارد ومع هذا كانت المنازل متوافقة مع بيئتها المحيطة ومتناسقة معها تصميما وتنفيذا, كانت الملاقف الهوائية في المدن المطلة على الخليج والمشربيات في الحجاز وكلها تعتمد على ادخال الهواء البارد ومنع أشعة الشمس المباشرة, الفناء كان داخلياً في وسط البيت وتطل عليه الغرف والمنافع مما يوفر لها خصوصية وأجواء مناسبة, وهناك المشراق الذي يعرف دوره من مسماه واتجاهه, حتى توزيع الشبابيك في المنازل يتم بعناية, وفي الغالب تجد أيضاً اهتماما في أمور دقيقة مثل توجيه دورات المياه ومراعاة اتجاه القبلة في ذلك, فضلاً عن المواد المستخدمة آنذاك والتي تتوافق تماما مع البيئة وتوفر عزل عالي الجودة. ما نحتاجه فعليا أن يقوم كل مهندس بدوره الحقيقي باختيار تصاميم ملائمة بيئيا ووظيفيا, ويقود حملة تغيير ايجابي ضد المفاهيم المعمارية الخاطئة. متخصص في التخطيط العمراني والتطوير العقاري twitter:@alrob3i مقالات سابقة: عبدالله الربعي القراءات: 1