تصريح الأسبوع جاء على لسان سمو الأمير خالد الفيصل: "لو هطلت هذه الأمطار على أي مدينة سيحدث فيها ما حدث في جدة".. هذا الكلام ليس تبريرًا للقصور، هو اعتراف شجاع بأن البنية التحتية في جميع مناطق بلادنا متشابهة! أقول هنا بكل يقين: لو هطلت أمطار جدة على أي مدينة أخرى لانكشفت مشاريع التصريف، ولزالت مساحيق التجميل، ولثبت بالدليل القاطع أن مشكلة تصريف السيول ليست خاصة بمدينة دون أخرى.. لكنها السحب، اتجهت -بقدرة الله- نحو الغرب فبقي الطبق مستورا.. "اللهم حوالينا ولا علينا"! حل البنية التحتية قلته قبل سنوات، تسليم المشاريع لشركات عالمية محترفة.. المقاول المحلي بالكاد ينفّذ مشروعات الرصف والتشجير! كنت قد اقترحت إيجاد لائحة تكريم للمبادرات النادرة التي يقوم بها بعض الشباب، على مستوى الدولة.. كالشاب الذي تبرع بجزء من كبده لإنقاذ حياة طفل لا يعرفه بالرياض.. سواء من خلال استحداث أوسمة خاصة أو غيرها.. بالأمس القريب قام شاب آخر وهو "نايف معيلي الشمري" بالتبرع بكليته لامرأة لا يعرفها. نحن بحاجة إلى تشجيع هؤلاء الشباب. هم يقومون بأعمال نادرة. أعادني أحد القراء إلى مقال تساءلت فيه: حينما يقوم مراهق بالذهاب إلى أحد الطرق المهجورة، ويبدأ في ممارسة التفحيط.. هل ستتركه الجهات الأمنية بحجة أنه لا يسبب أي أذى للآخرين.. أم ستحاسبه وتعاقبه لأنه يخاطر بنفسه؟ وعلى نفس القياس الشاب عندما يتجاوز السرعة القانونية على الطرق السريعة.. هل يتم السكوت عنه، أم تتم معاقبته بحجة الحفاظ على حياته؟ إذًا -وعلى نفس القياس- لماذا لا يقوم الدفاع المدني بإصدار لائحة عقوبات بحق من يثبت أنه خاطر بنفسه أو بأسرته في عبور الأودية وتجمعات الأمطار؟ حال تبوك مع الأمطار اليوم ليس كحالها قبل سنوات، فتّش عن إدارة الأمين هناك -سجلوا هذا على عهدتي- إن لم يتم نقل أمين تبوك المهندس محمد العمري، إلى منطقة أخرى ستصبح تبوك خلال سنتين مسطرة للخدمات البلدية المتفوقة في السعودية.