×
محافظة المنطقة الشرقية

السلطات الأمريكية تعتقل شخصا “خطط لتفجير سيارة مفخخة” #الوئام #السعودية

صورة الخبر

نحن شعوب كسولة أو لنقل متكاسلة ترتضي أن تكون أفواهها فارغة في مقابل الراحة وعدم الالتزام. سعينا في العمل أن نكون مديرين لا مرؤوسين، نلقي الأوامر وتبتهج أساريرنا بسماع المديح، وتضيق صدورنا من النقد والتوجيه، ونكتئب ونحن نرى مَنْ هم أعلى منا مرتبةً، فيتحول ضيقنا لحسد بدلاً من أن يكون سعياً وغبطة لنصير لما صاروا إليه. في بلداننا لا تجد منا مَنْ يعمل في مجال النظافة العامة، ولقب «زبال» هو من أشد كلمات التجريح والتحقير، التي إن نُودي بها الشخص ولو حتى على سبيل المزاح، لانتفخت وجنتاه واحمرّ غضباً خداه واستشاط حنقاً! عمال النظافة يستقدمون من دول فقيرة جداً لأداء المهمة، فيما اليابان وهي الأكثر تطوراً وعلماً وحضارة، مَنْ يعتني بها وبنظافتها ورونقها من أبنائها، تُسمي المنوط به العمل «مهندس صحي»، فيما لا يقل دخله الشهري عن أربعة آلاف دولار، ولا يحصل على الوظيفة إلا بعد اجتيازه اختبارات شفهية وعملية تثبت مقدرته على العناية بمدينته، ولهذا تجد شوارعهم على تعددها، وحواريهم الفقيرة والمعدمة «إن وجدت» أكثر نظافةً وترتيباً وبريقاً من أكثر الأماكن رقياً لدينا. في الدول التي تربي بها المدرسة إلى جانب المنزل، تجد مفهوم «النظافة من الإيمان»، وحرصهم عليها أكثر منا نحن المسلمين التي أُمرنا بها. من المستهجن لديهم أن تشاهد مَنْ يفتح نافذة سيارته ليلقي بعبوة فارغة أو حتى ورقة. أما نحن فمن غير المستبعد أن تصاب سيارتك ببقايا مهملات شخصٍ لا يبالي ألقى بها دون أن يكترث أو يشعر بوخز ضمير، ولك أن تجرب وتنتقده لفعله ذلك، ولكن عليك تحمل العواقب! حدائقنا العامة ومتنزهاتنا صباحاً نظيفة بعد قيام عمال النظافة بحملة إزالة ما خلّفته سهرات الناس في الليلة السابقة! متى نرى في دولنا الموقرة شرطة للنظافة فقط، ومهامها تقتصر على معاقبة مَنْ ينتهك جمال الشوارع وحرمتها والحدائق والمرافق والمتنزهات ويتعامل معها كأملاك لا صاحب لها، حينها وبعد أن يشعر المخطئ بألم الغرامة، سيعي إن لم يستيقظ إيمانه أن عليه واجبات ومسؤوليات تجاه بيئته لا يمكنه التساهل بها، ولن يتُسامح معه فيها إن قصر بها.