تتلاشى قيمة الرسالة الإعلامية وتصبح مشوهة إذا ما كان الذين يمثلونها مجرد مشجعين يلوحون بأوراقهم على طريقة المتعصبين في المدرجات. ـ فالإعلام مهنة عدل وحياد وإنصاف وكل هذه الصفات التي تعلمناها من كل التجارب هي اليوم (مدفونة) تحت أقدام من وصلوا إلى هذه المهنة السامية من النوافذ وليس الأبواب ففي واقع المرحلة من يتمعن في المشهد سيخرج وبين يديه ما يكفي لإدانة هؤلاء الغوغائيين الذين منحوا فرصة حمل الرسالة الإعلامية لكنهم شوهوها بأساليب تعصبهم للنادي المفضل، يدافعون عنه ويتكالبون على غيره شتما وسباً في اليوم الواحد ألف مرة حتى أصبحت صورة هذا الإعلام بأفعالهم سوادا ترفضه ذائقة المتلقي وتمقته مدار عقل اللبيب الواعي. ـ في الصحف اليومية .. في البرامج التلفزيونية .. على وسائل الإعلام الجديد، تويتر والفيس بوك تجد هنالك ما يحبطك، فالرقم الغالب (مشجعين متعصبين) لا أصحاب فكر مؤسس باحترافية هذه المهنة العظيمة ليبرز السؤال الكبير من ترك الباب مفتوحا، وهل كلمة (إعلامي) سهلة إلى هذه الدرجة يحملها بليد الابتدائية قبل أن يحملها طالب الامتياز في تخصصه؟ ـ هنا لا يمكن وضع اللائمة على هؤلاء الذين أزعجوا القارئ والمشاهد بغوغائية تعصبهم بقدر ما يجب وضعها على من سهل المهمة لهذا التدافع غير المبرر كون من سهل ذلك يبقى من وجهة نظري المتواضعة هو سبباً مباشرا لما آلت إليه الصورة عن الإعلام ودوره ورسالته. ـ بصراحة، إعلامنا الرياضي اليوم يختلف عن إعلام الأمس ذلك أن الصوت البارز والمسموع في أركانه لايزال مرهونا بمن يشتم منافسه أما أرباب الفكر فهم على الهامش وهنا قمة المأساة. ـ حتى البرامج التي تعنى بتحليل وقائع المباريات ووصفها فنياً وتكتيكياً هي الأخرى باتت تسير بموازاة من يتكتب بمفردة التعصب ولعل الذي رأيناه مؤخرا هو الدليل. ـ محلل يبكي لأن فريقه خسر اللقاء ويكمل البكاء بوصف لاعب احتك احتكاكاً عفوياً بزميله بالأحمق وقس على مثل هذه المشاهد المؤلمة الكثير الكثير. ـ عموماً واقع الإعلام الرياضي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل يحتاج إلى تنوير وتثقيف بأهميته وأهمية دوره ودور من ينتمي إليه ويمثله فهل نبادر في ذلك لكي نفرق بين إعلام يمثل مهنته بالحياد والعدل والإنصاف وبين إعلام يمثل النادي المفضل بالتضليل والشتم وقلة الأدب؟ ـ بالطبع نتمنى حل السؤال حتى نرتقي بذائقة الناس من هذا الحال المايل الذي وصلنا إليه إعلامياً.. وسلامتكم.