×
محافظة المنطقة الشرقية

محمد بن زايد يؤكد حرص الإمارات على دعم تطلعات الشعب الصومالي

صورة الخبر

نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا يوضح أن هجمات باريس الجمعة الماضية ليست فقط ردا على الدور الفرنسي الراهن في سوريا، بل تعود أسبابها أيضا إلى صراع فرنسا التاريخي مع الإسلام والمسلمين منذ الأندلس وإلى الآن. وأشارت المجلة في المقال -الذي كتبه الأستاذ في العلاقات الدولية بالجامعات الأميركية غوردون آدامز- إلى أن منفذي هجمات باريس لا يريدون فقط إرسال رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لإيقاف حملته ضد تنظيم الدولة في سوريا، قائلا إن "التطرف الإسلامي" في فرنسا والشرق الأوسط هو رد فعل "كارثي" على التاريخ، وليس فقط ردا على القصف الجوي الفرنسي لسوريا. وأوضح الكاتب أن فرنسا ظلت ميدانا مركزيا للصراع بين الإسلام وأوروبا المسيحية طوال 1300 عام منذ وجود المسلمين بالأندلس، وازداد ذلك الصراع عندما سيطر الاستعمار الفرنسي خلال الـمئتي عام الماضية على شمال أفريقيا والشرق الأوسط. رُسم ببلادهم وقال آدامز إن الطلاب الفرنسيين جميعهم ظلوا يُدرسون، وبالتفصيل، تلك الحروب ويعلمون أن الخط الفاصل بين المسلمين وأوروبا المسيحية قد رُسم جزئيا في بلادهم. ونتيجة لذلك ظل هناك إحساس قوي بصراع ثقافي، وعسكري، وسياسي مع الإسلام وخوف من الأسلمة يلازم الوعي الفرنسي. " غوردون آدامز: العنف بين الطرفين سيستمر حتى تواجه فرنسا ميراثها التاريخي العميق من الاستعمار والتحيّز. فبالإضافة إلى مواجهة تنظيم الدولة الآن، فإن فرنسا بحاجة إلى الوعي بتاريخها عن طريق الخضوع للمراجعة العميقة للذات والمراجعة الشاملة لممارستها الحالية مع مواطنيها المسلمين " وقال إن هجرة المغاربة والتونسيين لشمال فرنسا، إضافة إلى الانتداب الفرنسي في لبنان وسوريا بعد الحرب العالمية الأولى تركا ميراثا من الروابط الثقافية والاقتصادية بين شمال أفريقيا وسوريا الحديثة ولبنان من جهة وفرنسا من جهة أخرى. ونتج عن هذا التاريخ الطويل من الهجرات والروابط أن أصبحت فرنسا ثاني أكبر دولة أوروبية غربية بها مسلمين (4.7 ملايين شخص) وأول دولة أوروبية غربية من ناحية نسبة المسلمين (7.5%). مشاعر متناقضة وقال إن هذا التاريخ يفسر مشاعر الفرنسيين المتناقضة تجاه الإسلام وهؤلاء المهاجرين، ذاكرا أن فرنسا عاملت مسلميها بشكل سيئ وكانت النتيجة توترا، وعنفا وتطرفا وسط اليمين الفرنسي والنشطاء المسلمين جميعهم. واستمر الكاتب يقول إن فرنسا تعيش اليومهذا الصراع في كل المجالات من عزل لأسر المسلمين إلى اشتباكات الشوارع بين السلطات وشباب المسلمين في ضواحي المدن خاصة بشمال باريس، وحتى المعارك القانونية بشأن الحجاب. وأكد آدامز أن العنف بين الطرفين سيستمر حتى تواجه فرنسا ميراثها التاريخي العميق من الاستعمار والتحيّز. فبالإضافة إلى مواجهة تنظيم الدولة الآن، فإن فرنسا بحاجة إلى الوعي بتاريخها عن طريق الخضوع للمراجعة العميقة للذات والمراجعة الشاملة لممارستها الحالية مع مواطنيها المسلمين المتمثلة في تهميشهم، وعدم الاهتمام بتعليمهم بشكل كاف، وعدم توظيفهم بالإعمال وتركهم مهيئين للالتحاق بتنظيم الدولة. وأضاف أن الغضب ومشاعر الصدمة والحزن يجب أن تُخفف بالوعي غير المتحيز بالتاريخ، مشيرا إلى أن العقل الفرنسي كان انتقائيا في علاقته بتاريخه وقد تنكر للصراع الطويل، والإمبراطورية، والحرب الدينية، والتدخل الاستعماري، وعدم الاحترام، والتمييز العرقي والغزو والتي وسمت العلاقة بين فرنسا والعالم الإسلامي. واختتم بقوله إن الفعل ورد الفعل ليس مجديا والحرب الشاملة ستزيد الحنق وتجند المزيد من المقاتلين لتنظيم الدولة وتثير عدم الاستقرار والصراعات السياسية والثقافية في الداخل وتولّد مزيدا من الخوف والانقسام ولن تساعد في الفوز بهذه المعركة.