×
محافظة المنطقة الشرقية

موقع إلكتروني للملتقى الثاني للإبداع

صورة الخبر

أظهر العلماء أن الطلب المتزايد على التقنيات الحديثة أدى إلى إكساب أدمغة كبار السن قوة، تجعلها أقوى من أدمغة أقرانهم من الأجيال السابقة، وأوضحت الدراسات أن متابعة ما يستجد في مجال التقنيات الحديثة يحفز القدرات الذهنية لدى كبار السن. وقال العلماء إن أدمغة الشباب في منتصف أعمارهم باتت أكثر قوة بما يمكنها من مواكبة التقدم التقني الذي يميز العصر الحديث، ووجد الباحثون أن أداء من تجاوزت أعمارهم الخمسين كان جيداً للغاية في اختبارات الإدراك، بحسب صحيفة التليغراف البريطانية. أرجع الباحثون سبب ذلك إلى التحفيز الذهني المتزايد الذي سببته أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية، وعلى الرغم من أن القلق ساور الخبراء بشأن إمكانية تأثير التكنولوجيا سلبياً في البعض بما يجعلهم يتوقفون عن التفكير، إلا أنه ثبت لهم أن المهارات الذهنية المطلوبة لاستخدام التقنيات الحديثة المعقدة جعلتهم أكثر ذكاءً. وبات من المعتاد أن يتذكر الشخص العادي 10 كلمات سر على الأقل يومياً ليتمكن من الدخول إلى الحاسب الشخصي ومن ثم تفحص بريده الإلكتروني واستخدام الإنترنت الذي من خلاله يتمكن من دفع فواتيره أو الدخول إلى مواقع الشبكات الاجتماعية. وعند عمل هؤلاء على برنامج ما، فإنهم يتعرضون لكثير من الأوامر والخيارات، ولا شك أن ذلك يعزز القدرة على اتخاذ القرار. وأثبتت دراسة أجريت على عدد من البريطانيين ممن تجاوزوا الخمسين أن أداءهم الذهني فاق أداء من يصغرونهم بثماني سنوات، أو على الأقل لم يقل عنه جودة. وأقدم باحثون في المعهد الدولي للأنظمة التطبيقية في النمسا على دراسة مسحية أجريت في ألمانيا في 2006 ثم في 2012 هدفت إلى قياس سرعة أداء الدماغ والأداء البدني والصحة الذهنية. وأظهر الباحثون أن الأداء العقلي غالباً ما يبدأ في التراجع مع التقدم في العمر، وهي سمة استخدمها خبراء السكان لتفهم سبب تفوق مجموعات عمرية عن غيرها في ما يتعلق بالأمور الحياتية. إلا أنه وعلى الرغم من تراجع الصحة البدنية والذهنية لدى ممن شاركوا في الدراسة خلال مدة السنوات الست من 2006 إلى 2012، وجد الباحثون ارتفاعاً في معدلات الاختبار الإدراكي بشكل كبير. وتقول الدكتورة ناديا ستايبر، من البرنامج العالمي للسكان IIASA: نعتقد بأنه يمكن تفسير هذه النتائج بناءً على تغيير نمط الحياة، فباتت الحياة أكثر طلباً للمهارات الإدراكية بعد أن تطورت سبل الاتصال وتقنيات المعلومات كثيراً، التي لم يستثن منها كبار السن والعاملون في وظائف تتطلب إدراكاً متواصلاً وعلى فترات طويلة. وفي الوقت ذاته، نرى تراجعاً في النشاط البدني وتزايداً في معدلات السمنة. فاليريا بوردون، باحثة في برنامج السكان العالمي، التي أجرت الدراسات الإنجليزية تقول إن الأشخاص في الخمسين أظهروا استجابة للاختبار فاقت استجابة من يصغرونهم بأربع إلى 8 سنوات. وعززت الدراسات ما يسمى بعامل فلين الذي يؤكد ارتفاع معدلات الأداء في اختبارات الذكاء من جيل لآخر. بيد أن الأكاديميين يقولون إن تغير مستويات التعليم بين السكان يمكن أن يعتبر تفسيراً جزئياً. وتضيف بوردون: أثبتنا للمرة الأولى أنه على الرغم من التغيرات التركيبية لدى كبار السن في ما يتعلق بالتعليم تفسر جزئياً عامل فلين، إلا أن الاستخدام المتزايد للتقنيات الحديثة مثل الكمبيوتر والهواتف النقالة في العقد الأول من الألفية يسهم أيضاً وبدرجة مقبولة في تفسير الأمر. وتوصلت دراسة أجرتها العام الماضي جامعة أبردين البريطانية إلى أن الأطفال الذين نشأوا أثناء الحرب العالمية الثانية كانوا أكثر ذكاءً من الذين يكبرونهم ب 15 عاماً لأنهم تناولوا غذاءً صحياً. ويعتقد الباحثون أن الحد من تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون يؤثر إيجابياً وبدرجة كبيرة في نمو أدمغة الأطفال. وبناءً عليه، فالأطفال الذين ولدوا في 1936 زادت معدلات الذكاء لديهم 16.5 نقطة عن هؤلاء الذين ولدوا في 1921. وتوصلت دراسة حديثة إلى أن 72% من الأشخاص فوق ال 55، لهم علاقة وطيدة بمصطلحات الإنترنت ومفرداته مثل Wifi، وrouter، وcursor، مقارنة ب 61% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و24 عاماً.