أكد رؤساء دول ومسؤولون حكوميون أهمية الاستثمارات التي ترفدها دبي في الاقتصاد الإفريقي ومع استمرار تطلع دبي نحو القارة السمراء للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها في مختلف القطاعات مثل السياحة والبنية التحتية واللوجستية والمرافئ بالرغم من التحديات والصعوبات التي تواجه بعض الدول في قارة إفريقيا. قالوا خلال جلسة جاءت تحت عنوان تعزيز المكاسب وتمكين المستقبل خلال المنتدى العالمي للأعمال إن دبي لها حضور واضح في دول إفريقيا المختلفة من خلال استثماراتها المتنوعة، مشيرين إلى ضرورة زيادة هذه الاستثمارات لتحقيق أقصى درجات التعاون في المجال الاقتصادي. وقال محمد الشيباني، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية إن المؤسسة تعمل على تنفيذ استثمارات جديدة ومتنوعة في القارة الإفريقية وخاصة بقطاع الضيافة في رواندا، مشيراً إلى أننا حصلنا على هذه المشاريع بعد التشاور مع حكومة رواندا، ونحن نتطلع لإنجازها خلال الفترة المقبلة. وقال الشيباني إن لدبي حضور مميز في القارة الإفريقية وذلك من خلال 3 مؤسسات مهمة وهي موانئ دبي العالمية التي تقوم بتشغيل العديد من الموانئ في إفريقيا إضافة إلى دناتا التي تعمل في مجال الطيران إلى جانب شركة طيران الإمارات التي تسير العديد من رحلاتها من وإلى إفريقيا. استثمارات في جميع القطاعات وأضاف الشيباني أن دبي تسعى لإقامة استثمارات في جميع القطاعات التي تبرع بها في إفريقيا وذلك من خلال دراسة السوق ومعرفته بشكل أفضل حتى يتسنى لنا تحقيق استثمارات ناجحة. لافتاً إلى أن إفريقيا مهمة جداً لنا، كما أنها شريك مهم لنا ولذا نواصل البحث عن فرص استثمارية في جميع البلدان الإفريقية والتي تتماشى مع التوجهات التي نقوم بها. وذكر أن تطوير البنية التحتية يعد من أبرز الأمور المهمة التي نتطلع إليها، ولذا على البلدان الاهتمام بتطوير بنيتها الأساسية، مشيرا إلى أننا في دبي نتطلع للأسواق الإفريقية بحسب خبراتنا في المجالات المختلفة ونستطيع الاستثمار في المجال اللوجستي وغيره، في حين لم نحقق نجاحات في بعض الدول نتيجة للتشريعات والأنظمة المعمول بها في الأسواق ولم نستطع التعامل معها. وأكد عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية أن القطاع الحكومي يحتاج لوقت أطول لاختيار الأسواق للاستثمار فيها، بينما للقطاع الخاص دور آخر للاستثمار في إفريقيا ممثلاً بغرفة دبي التي تمتلك 3 مكاتب في إفريقيا وتعتزم افتتاح مكتبين آخرين. وأشار الشيباني إلى ضرورة التركيز على كل دولة إفريقية على حدة وذلك لاختلاف أنظمتها وبنيتها التشريعية وقوانينها فضلاً عن المميزات التي تمتلكها كل دولة، حيث أعطتنا رواندا مثالاً جيداً في تغير الأنظمة وتذليل العقبات أمام المستثمرين وتسهيل التأشيرات ومن هذا المنطلق نتطلع إلى ان تحذو الدول الإفريقية الأخرى حذو رواندا في هذا المجال. كما دعا الشيباني الدول الإفريقية لأن تستنسخ تجربة دبي في مجال المناطق الحرة، وقال إن على الحكومات في إفريقيا أن تقوم بتجربة ما قامت به دبي في إطلاق المناطق الحرة وذلك لأن القوانين احتاجت لوقت طويل للتعديل، حيث استطاعت دبي تسهيل حركة المستثمرين وجذب آخرين للاستفادة من تسهيلات المناطق الحرة. دور دبي ومن جانبه، أكد بول كاجامي رئيس جمهورية رواندا، انه يتطلع نحو تحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي المتمثل في التجارة والاستثمار المتبادل بين رواندا ودبي والإمارات ودول الخليج بشكل عام، مشيراً إلى أن دبي تلعب دوراً محورياً في الجمهورية. وقال كاجامي إننا نود أن نرى المزيد من الاستثمارات المتدفقة من دبي نحو رواندا وذلك من خلال تحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي والاستفادة من تجربة دبي ومكانتها في العالم من خلال مزيد من تدفقات رؤوس الأموال وتصدير البضائع. وأضاف أن لدبي دورا مهما في قطاع الضيافة، كما أننا نقوم بتطوير القطاع اللوجستي بالشراكة مع دبي مركزا على تطوير شبكة النقل الجوي بين إفريقيا والإمارة إلى جانب بعض الاستثمارات في قطاع المياه وأخرى في قطاع البنية التحتية. وأضاف كاجامي أن حكومة رواندا حققت العديد من الإنجازات في مختلف المجالات الاقتصادية من خلال إعادة هيكلة القوانين التي ساهمت في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتي تساهم في جذب مزيد من الاستثمارات، مشيراً إلى أننا في الوقت الحالي نركز على البنية التحتية والتعاون مع القطاع الخاص لتحقيق التكامل الاقتصادي. وأشار رئيس رواندا إلى أن تحقيق النجاح والتقدم يكمن في خلق بيئة مواتية للأعمال من خلال وضع سياسات سليمة ومشاركة الشعب وهذا ما قمنا به، مما ساعدنا في الوصول إلى ما وصلنا اليه في الوقت الحالي بالرغم من الخلفية الصعبة. العديد من الإصلاحات قال حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال إننا قمنا بإجراء العديد من الإصلاحات في مختلف القطاعات إضافة إلى بناء مؤسسات جديدة من أجل تحويل الاقتصاد والنظام الحكومي، كما قمنا بالعديد من الأنشطة المرتبطة بالبنوك من خلال المصرف المركزي من خلال نظام سويفت وإقامة اللجنة الوطنية للحوكمة وتوفير قوانين خاصة في الاستثمار وغسيل الأموال. وأضاف ان هنالك العديد من الدروس التي يمكن الاستفادة منها من رواندا من خلال سن القوانين والتشريعات لدعم المرأة ومشاركتها في الساحة الاقتصادية والسياسية، فالصومال تمتلك لأول مرة، وزيرة للشؤون الخارجية ووزارات أخرى ورئيسات شركات وقائدات. وأوضح أن هنالك مجموعة من الفرص الاستثمارية المتاحة في السودان وخاصة أننا نمتلك اكبر سواحل في إفريقيا وأراضي زراعية خصبة، كما يكمن للصومال ان تكون البوابة بين آسيا وإفريقيا ومن هذا المنطلق لا حدود لنا سواء السماء. وذكر أن 80% من المستثمرين في الصومال هم من الصوماليين الذين يعيشون في الشتات ولذلك نود ان نرى حضورا أكبر للمستثمرين من كافة الدول للدخول إلى السوق الصومالي.