غدا يلعب منتخبنا الوطني مباراته السادسة في التصفيات الآسيوية المزدوجة أمام تيمور، وهي مباراة سهلة في ظاهرها، وليست صعبة جدا في باطنها، ويحتاج فريقنا الوطني إلى إدارتها بطريقة ذكية ليفرض السيناريو المناسب لها بعيدا عن التعقيدات التي قد تحدث فيما لو أطلت السيناريوهات السوداء. تيمور بلد ناشئ في كل شيء، حتى كرة القدم، وعندما تلعب مباراة على أرضها يكون هاجس إثبات الذات أمام مواطنيها أمرا في غاية الأهمية لرجال منتخبها الوطني رغم ضعف الإمكانات. ..الدليل على ذلك أن تيمور تعادلت على أرضها بهدف لمثله أمام فلسطين وكانت متقدمة بهدف السبق حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة التي سجل فيها منتخب الفدائيين هدف التعادل عن طريق لاعبه أحمد أبو ناهية، والأمر لن يكون بالصعوبة ذاتها أمام الفلسطينيين في مباراة الرد. ..وعندما واجه التيموريين منتخب الإمارات في مباراتهم الأولى داخل الديار، عانى الأبيض كثيرا، وبجهد جهيد نجح عمر عبد الرحمن في تسجيل هدف الفوز قبل تسع دقائق من الختام، فيما كانت مباراة الرد في أبو ظبي نزهة إماراتية انتهت بثمانية. أمام ماليزيا حدث الأمر نفسه، وأمام منتخبنا خسرت تيمور في جدة بسباعية ولن يكون الوضع نفسه في مباراة الرد غدا. هذه المنتخبات الآسيوية الناشئة، مزعجة جدا عندما تلعب على أراضيها، تلعب بحماسة كبيرة مدفوعة بهتافات جماهيرها، رغبة في إثبات ذاتها أمام الكبار، وليس لديها شيء تخسره. فما الطريقة المناسبة لمواجهتهم؟ .. أعتقد أن اللعب بهدوء، وتحقيق الهدف الأول في الربع ساعة الأولى، سيكون الأنسب، معه سيحكم فريقنا الوطني قبضته على المباراة، ويكسر التحدي في نفوس التيموريين، ثم يتصاعد الحماس لدينا شيئا فشيئا مع تناقصه لدى أهل الدار، وعندها سنجد أنفسنا نسيطر تماما على كل شيء في الملعب، أما الاندفاع المبكر، ومقابلة حماستهم بحماسة أخرى فستكون أقل فائدة. ربما يقول قائل: يا رجل إنها تيمور، للتو خسرت من الإمارات بثمانية، والأمر لا يستحق كل هذا التربص والتحضير! نعم إنها تيمور لكن كرة القدم لا تعرف كبيرا أو صغيرا، وهي مباراة مهمة جدا قبل نهاية العام، والوقائع تشير إلى أن هذا الفريق يلعب أفضل بحضرة أنصاره. إذا فزنا سنختم عام 2015، بفوز وصدارة مريحة، لن نلعب الجولة المقبلة قبل ثلاثة أشهر من الآن، ولا نحتاج إلى الدخول في حسابات معقدة، قبل الجولتين الحاسمتين، وربما تسهم مباراة فلسطين والإمارات، في إزاحة ثقل كبير عن منتخبنا، إذا فازت فلسطين، وخلال الأشهر الثلاثة سيحدث تغيرات كبيرة في الموسم المحلي تنعكس بلا شك على الشكل العام لفريقنا الوطني. من المهم، أن نوظف خبراتنا في مباراة الغد، نحدد الأهداف بدقة، ونصل إليها في الوقت المناسب، من المهم، أن يتمسك فريقنا الوطني بفارق النقاط في الصدارة، ويزيد غلته من الأهداف، ولن يحدث هذا ما لم نظهر للخصوم أيا كانوا الاحترام، ولا نأمن جانب كرة القدم. أمر أخير، أتمنى ألا يهتم محمد السهلاوي ورفاقه بقضية تصدره للهدافين، وأن يكون الهدف الأكبر هو المنتخب، مهم أن ينسى الأخضريون التفاصيل أمام العنوان الرئيس، أما محمد فيمكنه تعويض ما فات في الجولتين المقبلتين، وأخشى ما أخشاه أن يبحث لاعبونا عن ذلك محبة في السهلاوي، وتتداخل لديهم الأهداف فنخسر إضافة أرقام في رصيدنا التسجيلي.