×
محافظة المدينة المنورة

الأمير سلطان بن سلمان والأمير فيصل بن سلمان يدشنان الفعاليات التراثية

صورة الخبر

قصة معلم «متوسطة عبادة بن الصامت» بالمدينة المنورة المتهم بضرب رأس الطالب «يزن البدراني» في الحائط عدة مرات، ما أدى لفقدانه الوعي ونقله إلى المستشفى، جعلت الصور العالقة بالذاكرة عن مرحلة الدراسة في السبعينات تساقط وأنا أقرأ هذا الخبر. في ذاك الوقت، كنا نتلقى التعليم بعد توقيع اتفاقية شفهية بين المدرسة وأولياء الأمور القائمة على «لكم اللحم ولنا العظم»، وكان غياب الوعي من الطرفين هو من أوجد هذه الاتفاقية. كان صديقي الذي لا يحب الرياضيات ويراها معقدة وعصية على الفهم، يتبع معه المعلم فلسفة الجدار، لاعتقاد المعلم أن تكرار ضرب الدماغ في الحائط ربما سيؤدي لعمل «المخ»، وهي نفس طريقة دفع الطلاب لسيارة معلم الرياضيات لتعمل فتعيده لمنزله، وكانت هذه الفلسفة رغم إتقان المعلم لها لا تساعد صديقي على حل المسائل الحسابية. فيما أنا ولأسباب غياب «ملكة الحفظ» كنت لا أستطيع حفظ القصائد وباقي المواد التي تعتمد على الحفظ، وكان المعلم يتبع فلسفة أخرى يمكن تسميتها «حفلة شواء الجلد»، إذ يقف المعلم بجانبي وهو يهز «الخيزرانة» لتصدر صوتا قائلا: «سمع» قبل أن تعمل «الخيزرانة». صحيح أن هذا الوقوف والتهديد مربك ويدفع أي طالب للنسيان، إلا أنني وللأمانة التاريخية لا أحمل هذه الفلسفة أسباب عدم حفظي، فأنا ليس لدي «ملكة الحفظ». كان صديقنا الآخر الذي طبقت المدرسة عليه الفلسفتين؛ لأنه لا يحب الرياضيات وليس لديه «ملكة الحفظ» قد اكتشف فكرة جهنمية لعدم حضوره «حفلة التعذيب»، وكان يغافل والديه ويشرب في الصباح كأس ماء دافئ مخلوطا بكمية ملح كبيرة، ليستفرغ فيظن والداه أنه مريض فيغيب، وكان هو يرى أن الشعور بألم بسيط وغثيان أخف بكثير من حفلة شواء الجلد. الحق يقال: لا أعرف كيف نجح صديقي هذا، لكني أعرف ما الذي جعله يصاب بمرض الضغط الآن؟ أعود لقصة المعلم المتهم لأقول: لن أتحدث عن التعليم والمعلم، ففي كل مجتمع تجد معلمين جاؤوا لهذه المهنة من أجل الوظيفة، وهي أفضل من أن يكون عاطلا عن العمل. ولكن هل يعقل أن هناك شخصا يحمل شهادة «جامعية»، ولا يعرف خطورة ضرب الرأس بالحائط، المسبب لنزيف بالدماغ، والمؤدي للغيبوبة والموت؟.