الذي لا يشك فيه عاقل ان الاعتداءات على غزة وشعب أعزل فيها على هذه الصورة الفادحة الاثار والذي لم يكن الاول حتماً ولن يكون الاخير فمنذ نشوء هذا الكيان الصهيوني وفلسطين كلها تئن من فداحة هذا العدوان المتكرر، هو ما يثير غضب كل عربي ومسلم، ولكن هذا الغضب فيما ارى يضل الطريق، فبدل ان يتحول الى عمل لرد العدوان او على الاقل ايقافه يتحول دائماً الى تهم يوجهها بعض العرب لبعض بل دعوني اقول يوجهها من لا سابقة له في رد عدوان من الصهاينة قط، لا من كان لهم فعل في رده حرباً وسلماً. إن من تابع هذه الحرب الشرسة التي تشن على غزة سيرى ردود الفعل عليها لا تتجاوز غضباً يعتري نفوس المواطنين العرب ولا يستطيعون ان يحولوه الى فعل. وفي الاعلام العربي بكل انواعه ساحة تغلي بتهم يوجهها البعض من العرب للبعض الآخر بالخيانة وبمساعدة الصهاينة على عدوانهم على غزة ومن يدعون التحليل السياسي يوجهون اصابع الاتهام لتلك الدولة العربية او الاخرى في انها سبب ما حدث وهو وهم ولاشك حتى انك قد تظن ان هؤلاء قد قبضوا ثمنا لما يكتبون فهم يحرضون بعض العرب على بعض لتنشأ بينهم كراهية وبغضاء تصب في مصلحة العدو. ولم أر كهؤلاء شذوذ فكر فهمهم الاول البحث عن مساوئ للعرب يتكلمون عنها بما يشق صفهم ، في زمن كان الواجب على كل صاحب قلم ورأي ان يبحث عما يجمع بين العرب ليواجهوا العدوان لا ما يفرقهم فيجعلهم اضعف في مواجهة العدو. وهؤلاء وجدوا منذ احتلال الصهاينة لفلسطين يفتون في عضد الحكومات والشعوب حتى الناظر لحال العرب يحزن، لانهم انما يحارب بعضهم بعضاً ليتاح لعدوهم ان يعمل لاهدافه التوسعية في ارضهم والمناضلون بمقالات الهجاء للدول العربية وبالثرثرة على صفحات الصحف وعلى شاشات القنوات وعلى شبكة الانترنت خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي يشعلون النيران لا بين الحكومات العربية فقط بل وبين الشعوب وهذه الحرب حتما لن تؤدي الى نصرة الفلسطينيين ، ولا أن تنهي العدوان على غزة ولكنا ستوهن مواقف العرب كل العرب من هذا العدوان فكيف يتشجع الضعيف لرد عدوان القوي وهو يتهم بخيانة الامة واعانة العدو فاذا غاب العقلاء وحضر شذاذ الفكر فالهزيمة ولاشك هي النتيجة فهل نعي هذا هو ما ارجو والله ولي التوفيق.