رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية امس حفل افتتاح المؤتمر العربي الدولي"عربال" بحضور وزير البترول والثروة المعدنية المهندس على بن إبراهيم النعيمي، وأصحاب المعالي والسعادة ورؤساء الشركات المشاركة في "عربال2015"، وفور وصول سموه، تجول في المعرض المصاحب للمؤتمر وأطلع على الأجنحة المشاركة، ثم أخذ مكانة في المنصة الرئيسية ليتم الإعلان عن انطلاق فعاليات المؤتمر الذي تستضيفة شركة التعدين العربية السعودية "معادن"لأول مرة في تاريخ المملكة منذ إنشاء عربال في العام 1983م. ورحب الأمير سعود بن نايف في كلمة له خلال الحفل، بالمشاركين في المؤتمر العربي الدولي عربال، متمنيا أن يحمل مخرجات ورؤى جديدة تمضي بصناعة التعدين إلى فضاءات أرحب وتكامل أمثل ليساهم في استدامة اقتصادية واجتماعية وبيئية للعالم أجمع. وقال إن مؤتمر عربال الذي تستضيفه المملكة لأول مرة يتزامن مع النهضة الذهبية لقطاع التعدين الوطني وذلك بعد أن تم استكمال تشريعاته وتنظيماته وبناه التحتية، إذ إنه بقيام صناعة تعدينية تنافسية أصبحت اليوم الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، فإننا لسنا بعيدين بالزمان أو المكان، عن بدايات الركيزة الأولى، نعمة النفط والغاز والتي أشرف المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- بنفسه على بداياتها ونهضتها حتى أصبحت المملكة المزود الأول والآمن للطاقة في العالم، ثم سار على نهجه أبناؤه البررة من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله حتى هذا العهد الزاهر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، فاستشرفوا خيرات الصناعات البتروكيماوية كركيزة ثانية، كما حقق قطاع التعدين السعودي قفزات تنموية مباركة، كتلك التي في رأس الخير ، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، ولم تكن لتتحقق لولا الرؤية التنموية والتوجيهات السديدة والدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة، وها نحن اليوم أيضا على بعد كيلو مترات قليلة من أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط ومركز للصناعات البتروكيماوية السعودية، مدينة الجبيل الصناعية. وأضاف الأمير سعود بن نايف، أنه مع ما تشهده المملكة اليوم في صناعة الألمنيوم خاصة، وصناعات التعدين عامة، من تذليل لصعاب هندسية وإنشائية، ومن تطوير لمواهب فنية وطنية ومن مخرجات اقتصادية مستدامة، فإننا أمام خير برهان على نهضة تنموية قادمة، وركيزة صناعية ثالثة تسهم بإذن الله في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز إمدادات أسواق العالم بسلع تعدينية واعدة، وبجودة عالية. من جانبه دعا المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية في تصريح مقتضب للإعلاميين الشركات المحلية والأجنبية لاقتناص الفرصة والاستثمار في قطاع التعدين في المملكة من خلال المنتجات النهائية وتحويلها إلى سلع استهلاكية، كما رحب في كلمته التي ألقاها في الحفل بسمو أمير الشرقية مثمنا له رعايته وافتتاحه أعمال المؤتمر العربي الدولي للألمنيوم "عربال"، الذي وصفه بأنه يأتي في وقت قطعت فيه صناعة الألمنيوم شوطًا كبيرًا، لتكون إضافة نوعية في معطيات التنمية للدول المنتجة، وقيمة مضافة في اقتصاداتها، فضلا عن كونه يأتي تزامناً مع ما تحقق وطنياً، من إنشاء صناعة ألمنيوم متكاملة، من المنجم وصولاً إلى المنتج النهائي في مصانع الدرفلة، إضافة إلى مراحل إعادة التدوير، في إطار الخطوات التي اتخذتها المملكة نحو تعزيز صناعة مستقبلية للألمنيوم، ليس بشقها الأساسي فحسب، وإنما في صناعاتها التحويلية أيضاً ، مشيراً إلى أن لصناعة الألمنيوم أهمية خاصة في منظومة التنمية الوطنية في المملكة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من سياسة الدولة في إيجاد صناعات تُسهم في التنويع الاقتصادي، وتعزيز مصادر الدخل الوطني، موضحا أن هذه الجهود أسهمت في إحداث تحولات واضحة في منظومتها الاقتصادية، تنامى على إثرها دور قطاع التعدين الذي أصبح اليوم عنصرًا مهمًّا في التنمية، فتاريخيًّا، بدأت أعمال التعدين والمناجم في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – يرحمه الله-، باستثمار منجم مهد الذهب عام م - وكان ذلك بهدف إيجاد مقومات اقتصادية تسهم في تأسيس الدولة وبنائها، تمهيدًا لمسيرة مباركة من النمو والازدهار ، كما أصدرت المملكة، وأعادت إصدار نظام للتعدين، واستثمرت في المسح والتنقيب، والذي يشتمل رسم الخرائط الجيولوجية، والجيوكيميائية، والجيوفيزيائية، واستكشاف المعادن، وأعمال الحفر في كافة مناطق المملكة، ومن هنا جاء إنشاء الهيئة الجيولوجية السعودية. وأكد النعيمي أنه نتيجة لهذه المنظومة المتكاملة من التشريعات، والعمل المهني المتراكم، شهدت المملكة بناء مدن صناعية تعدينية، تأتي في مقدمتها: مدينة رأس الخير، كأول مدينة تعدينية في المملكة، وثالث مدينة صناعية بعد مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، باستثمارات تقدر بنحو 130 مليار ريال. بجانب أن المملكة تشهد حاليًا بناء مدينة وعد الشمال، أكبر مدينة صناعية بعيدًا عن السواحل، بمساحة 440 كم، في أقصى شمال المملكة في منطقة الحدود الشمالية، يفصلها أكثر من ألف كم عن الساحل، وهي مدينة تتوفر لها عوامل النجاح، بوجود الموارد الطبيعية من الفوسفات، والغاز، والبنى التحتية اللازمة، مثل سكة الحديد، ومصادر الطاقة، بالإضافة إلى الأرصفة المخصصة في ميناء رأس الخير لتصدير منتجاتها. وشدد النعيمي على أن ما أسهم في إنجاح خطط المملكة في الاستثمار بقطاع التعدين، هو سياسة الدولة بعيدة المدى لهذا القطاع، والتي تتسم بوضوح الرؤية، الهادفة لتحقيق الاستثمار الأمثل، لثروات المملكة الطبيعية، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله-، وولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان– حفظهما الله- ومن جهة أخرى قال محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف بن أحمد العثمان ان قطاع التعدين وصناعة الالمنيوم أرض خصبة للاستثمار وبيئة مشجعة لجذب استثمارات ذات قيمة مضافة وهنا يأتي دور التعريف بالفرص الاستثمارية في هذا القطاع، مضيفاً اجزم انها فرص مشجعه لجذب استثمارات عالمية متطورة، كما أن شركة معادن تقوم بعمل جبار في ظل الدعم اللامحدود من قبل حكومتنا الرشيدة، حيث تواجد اسمها من بين شركات العالم كشركة رائدة في مجالها يدعو للفخر، وهناك اهتمام من حكومة المملكة بالتعدين والصناعات التحويلية ورؤيتها الحكيمة لتكون هذه الصناعات هي احدى الركائز الأساسية للاقتصاد السعودي والمملكة ماضية في تنفيذ هذه الرؤية وذلك عن طريق خلق البيئة الاستثمارية المناسبة بعد صدور قانون التعدين في 2004، وبناء البنية التحتية التي تلائم قطاع التعدين ممثله في قطار الشمال الذي ينقل خام الفوسفات والبوكسايت، ومدينة رأس الخير مدينة صناعية متكاملة حيث تحتوي على ميناء ومحطة انتاج قوى وتحلية مياه، واستقطاب القيمة المضافة من الخامات المستخرجة بالاستثمار في تحويلها لمنتجات ذات قيمة في الألمونيوم . وأوضح العثمان أن المملكة تتمتع بمراكز مرموقة عالميا وتعتبر احدى أهم دعامات الاستثمار لما يتمتع به من بيئة استثمار وسوق وموقع استراتيجي ووضوح في الانظمة والتشريعات وننعم باستقرار سياسي واقتصادي فريدين الامر الذي جعل المملكة تشهد نموا في الاستثمارات بحوالي اربع اضعاف خلال السنوات 2002 – 2013 إلى 591 بليون ريال، وزاد: المملكة اليوم لديها كل المقومات والفرص لتحقيق الاهداف ومن هذا المنطلق نحن في الهيئة العامة للاستثمار وبالتعاون مع عدة جهات حكومية وشركائنا نعمل على توفير بيئة استثمار عالمية تنعش وتطلق امكانات المملكة وتحقق مردود ايجابي للمستثمر وللوطن حيث نعمل لتحقيق الهدف على ثلاث محاور وهي جعل القطاعات الحيوية والواعدة منافسة من خلال خطط استثمار قطاعية موحدة، والتطوير المستمر لبيئة الاستثمار والمحافظة على توفير خدمات مميزة للمستثمرين، إضافة إلى استثمارات متميزة لتنميه مستدامة. وبدوره رحب المهندس خالد المديفر الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية بحضور عربال 2015 مثمنا رعاية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز لهذه التظاهرة الدولية مشيرا إلى أن"معادن " تسعد بهذه الاستضافة لكونها الدورة الأولى للمؤتمر والتي تقامُ هنا في المملكةِ العربية السعودية، وأشار في كلمته إلى أن معادن، ومنذ طرحها للاكتتاب العام كشركة مساهَمة، في 2008م، تضاعفت أنشطتُها عبر محفظةٍ تعدينيةٍ متنوعة، شمِلت الذهبَ والنحاس والفوسفات والألمنيوم، حتى أصبحت اليوم من أكبرِ شركات التعدين نمواً في العالم، موضحا أن الشركة وشركاءها استثمرت حتى الآن ما يقاربُ المئة مليار ريال، لقيادةِ بناءِ قطاعِ التعدين، وتعزيزِ مواردهِ كركيزةٍ ثالثةٍ للصناعاتِ السعودية، في وقت نمت فيه إيرادات الشركة السنوية إلى من مليوناً في 2007م، لتقارب الأحد عشر مليار ريال ، مؤكداً على أن "معادن" تسعى إلى ما هو أكثر من ذلك فبأعمال الشركة المنتشرة بالمناطقِ النائية، فهي تساهم بتنميةٍ اجتماعيةٍ مستدامة، للمجتمعاتِ القريبةِ من أعمالنا، وصناعتها الأساسية، تساهم بتنميةٍ اقتصادية، وهي كذلك تؤسسُ لصناعاتٍ تحوليةٍ وطنية، وبمنشآت الشركة المتكاملة فهي تقود الصناعات الوطنية التعدينية، إلى التنافسيةِ العالمية.