ناقش عدد من المختصين في الرسم والكتابة الأدبية، طبيعة العلاقة التي تربط بين الصورة والكلمة، وذلك خلال مشاركتهم في ندوة قصص ورسوم، في ملتقى الكتاب على هامش فعاليات معرض الشارقة للكتاب وشارك في الندوة كل من الأمريكي جيف ماك، والفلبيني كيربي روزانيس، والسوداني صلاح المر، والذين أكدوا أن العلاقة بين الصورة والكلمة متبادلة، داعين إلى ضرورة عدم انسلاخ الرسام والكاتب عن بيئتهم المحيطة. خلال الندوة التي أدارها محمد مهدي حميدة، أشار جيف ماك إلى محاولاته الدائمة لتقديم قصصه بأقل قدر ممكن من الكلمات، مبيناً أن هدفه الوصول إلى قصة متكاملة من دون الاضطرار إلى استخدام الكلمات المصاحبة لها. وقال: عندما أبدأ بالقصة، أعمل على تقديمها في البداية على شكل رسوم دون اللجوء إلى استخدام الكلمات التعبيرية، وذلك لأنني أعتبر أن الصورة تكون في أحيان كثيرة قادرة على التعبير عن الحالة النفسية للشخصية التي أقدمها للقارئ. ولذلك أحاول دائماً اختزال عدد الكلمات قدر الإمكان، كما في قصةغود نيوز.. باد نيوز التي قدمتها بثلاث كلمات فقط. موضحاً أن السبب في ذلك هو محاولته منح الطفل الفرصة لأن يقرأ ما يدور في عقول الشخصيات، من خلال ما تبديه من إيحاءات وتعابير. الصورة ذات إحساس شامل، هو ما أكد عليه صلاح المر في مستهل حديثه، قائلاً: بالنسبة إلي أعتبر أن الصورة لا تغني في بعض الأحيان عن الكلمة التي أعتبر أنها ضرورية لتوضيح المعنى فقط، فضلاً عن كونها تمتلك القدرة على خلق العلاقة بينها وبين النص المكتوب. وأشار المر إلى أنه ليس من الضروري أن تكون الصور دائماً محاكية للنص، إلا في الكتب التعليمية حيث يختلف الأمر. كما أشار إلى ضرورة عدم انسلاخ الرسام والكاتب عن بيئته وأن يحاول استلهامها في أعماله، لأن ذلك سيجعل منه فناناً حقيقياً. أما الفلبيني كيربي روزانيس، فقال: أعتقد أن العلاقة بين الصورة والكلمة، علاقة متبادلة، فكل واحدة منها تخدم الأخرى، خاصة في كتب الأطفال والروايات وكذلك الكتب التعليمية، وبلا شك أن وجود الصورة إلى جانب الكلمة سيعمل على تعزيز الخيال وفتح الآفاق أمام التفكير سواء للصغار أو الكبار.