×
محافظة المدينة المنورة

خادم الحرمين يُعزي أسرة الغشيان هاتفياً

صورة الخبر

بمجرد تنفيذ الاعتداءات في باريس، بدأت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى تباعا إلى المستشفيات حيث سيكتشف ذووهم تفاصيل مريعة لما حدث، لا سيما جرحى قاعة الحفلات لو باتاكْلان. فالونتين فيلونينْكُو التي تبلغ ستة عشر عاما من العُمر تنقل عن والدها المُصاب بأن بعض الجرحى حاولوا التحرك والنجاة بأنفسهم معتقدين خطأً أن الشرطة وصلتْ، لكنهم قُتِلوا لتوهم برصاص المعتدين. فالونتين قالت عن والدها: أول شيء قاله لي هو: أنا على قيد الحياة. لكنه قال أيضا يُفترَض أنني متُّ وكررها مرتيْن. للتحقق من وفاته، ركله الإرهابي على رجله. والدي تصرف وكأنه ميت. ركله ثانية ثم ثالثة. ما الذي جرى ابتداء من هذه اللحظة؟ توقف عن ركله. وعلى مقربة منه، على بُعد نحو ثلاثين سنتيمترا من رأسه، تلقى شخص آخر رصاصات أردتْه قتيلا. المستشفيات وجدتْ صعوبة في استيعاب هذا الكم غير المسبوق من الجرحى في ليلة واحدة فاضطرتْ لاتخاذ قرارات صعبة بإعطاء الأولوية للحالات الأكثر خطورة دون أن يشعُر المصابون بذلك. رئيس قسم الاستعجالات في مستشفى جورج بومبيدو فيليب جوفان يروي كيف تعاطى قسمه مع عشرات الجرحى الذين جيء بهم إلى مؤسسته الصحية: في الحقيقة، نستقبل يوميا المرضى المصابين بداء مَا. لكن لا يأتينا أبدا خمسون مصابا في اللحظة ذاتها. وبالتالي فإن المسألة في مثل هذه الحالات هي كيف يجب التعاطي مع خمسين وكيف ننجح في انتقاء الحالات الأكثر خطورة لعدم قدرتنا على معالجة خمسين مصابا في وقتٍ واحد () كان لدينا مصابون بجروح ذات خطورة غير عالية، لكنهم شاهدوا أشياء مُريعة. وبالتالي، وجهناهم إلى الطبيب النفسي خلال تلك الليلة، كان برفقتنا طبيب نفس، طلبنا منهم العودة لاحقا. وهكذا فإن العمل ما زال في بدايته. كانت ليلةً شديدة الصعوبة على المصابين وربما أكثر على ذويهم وهم يرونهم في هذه الحالة الحرجة بين الحياة والموت. بعضُهم قد يعيش ما تبقى من عُمره بعاهات تُغيِّر مجرى حياتهم رأسا على عقب.