ذكر لي أحد الأصدقاء أن أحد أئمة المساجد قد جاء لأمير المنطقة قبل أكثر من أربعة أو خمسة عقود وذكر له بأنه قد حلم في منامه أن كلبا كان ينبح في ميكروفون المسجد وأنه بذلك يطلب نزع الميكروفون عن منبر المسجد فلم يوافق الأمير على طلبه وفقا لما هو سائد آنذاك، وبالتالي اعتذر الإمام عن إمامة المصلين فكان له ما أراد إلا أن الإمام عاد بعد فترة قصيرة طالبا العودة لإمامة المسجد لكن بعد فوات الأوان. والحقيقة أن جدلية الميكروفون والإمامة جدلية قديمة لم تنته بعد ومازال في الأمر بقية من جدل لأنها جدلية ماتزال ذات شجون مع المصلين. فبعض الأئمة هداهم الله يرفع صوته في الميكروفون حتى إن جدران المسجد تكاد تهتز من قوة ذبذبات السماعات وارتفاع منسوب الاهتزازات الصوتية التي قد تفوق في ذبذباتها مساحة المسجد واحتمال الآذان على الاستماع والإنصات، إضافة لإشكالية الميكروفون خارج المسجد وخصوصا مع الجيران في غير أوقات الأذان المشروع كالإقامة، والقراءة ، والوعظ الذي يفترض أن يكون كله موجها للمصلين دون غيرهم. والحقيقة أن الظاهرة الصوتية المطلقة والحماس المنقطع النظير قد لا يحقق غايات الخطبة وإن كان صوت الإمام الجهوري ورفع الصوت به مطلبا للإمامة في المساجد على مر التاريخ الإسلامي لكن ذلك كان قبل الميكروفونات التي يفترض أن لا تزيد تردداتها الصوتية عن إيصال الصوت للمستمع واضحا وكافيا ، وارتفاع الأصوات أكثر من اللازم مسألة لا تتواءم مع وقار الخطباء ولا علم العلماء. لا أقول شيئا من عندي فقد ذكر الدكتور عائض القرني ذات يوم أن بعض خطباء المساجد يصرخ في الميكروفون إذا كبّر صراخا لو سمعته الحامل لأسقطت جنينها!! وأن بعض الأئمة يدعو إلى هلاك من صنع له هذا الميكروفون!! الخطبة منتج فكري وشرعي ورغم كل هذه السنوات الطويلة فإن هذه الخطب لم تنضج بما فيه الكفاية لا من حيث الشكل أو المحتوى فما هو السبب يا ترى؟ Alholyan@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة