أحياناً، حينما أقرأ عن مشاكل يتعرض لها السعوديون والسعوديات في الخارج، سواء كان سياحاً أو مبتعثين، أتساءل مراراً، وبمنطقنا طبعاً، هل نحن مستهدفون؟.. ثم تتسع دائرة السؤال وحياده، هل نحن نرتكب من الأخطاء ومخالفة القوانين ما يجعلنا أحياناً عرضة للمساءلة؟.. هل نحن (فوقيون) إلى درجة أننا نسافر إلى بلادهم، دون أن نكترث بقوانينهم وأنظمتهم، محاولين فرض ثقافتنا عليهم بالقوة، وبذهنية (كل شيء بفلوسنا)؟. كل هذه المقدمة لا تتحدث تحديداً عن موضوع السيدة السعودية المنقَّبة في العاصمة البلجيكية بروكسل، ولكن تلك الحادثة استدعت هذه الأسئلة، رغم أنها ليست حادثة كما وصفتها سفارتنا في بلجيكا، وإنما إجراء روتيني طبيعي قامت به الشرطة البكلجيكية تجاه زوج هذه المرأة، بطلب جواز سفره، للتأكد من هويته، وحين لحقت به زوجته المنقبة وطفلها إلى قسم الشرطة، طلبوا منها كشف نقابها للتأكد من هويتها، وهو إجراء أيضاً طبيعي ومتوقع تجاه امرأة تغطي كامل وجهها، خاصة مع حالات القلق من الإرهاب والتفجيرات في كافة أوروبا، والصورة السلبية غير المنصفة عن الإسلام والمسلمين. ومع ذلك يجب أن تعرف كل مواطنة تخطط للسفر إلى دولة أوروبية للسياحة أو الدراسة أو العلاج، ما إذا كانت هذه الدولة تحظر النقاب أم لا، كي لا تتعرض للمشاكل والإيذاء، فمن غير المنطقي أن تذهب إحداهن إلى مثل هذه الدول، وهي تعرف أنها تمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وتكابر لتفعل ذلك؛ ومن المؤسف أن تذهب إحداهن بجهل إلى مثل هذه الدول، دون أن تعرف قوانينها، تماماً كما هو جهل بعضهن بمناطق محددة في بعض العواصم الأوروبية.. يعني التواجد فيها التعرض للإيذاء من أوروبيين عنصريين، سواء بالألفاظ المسيئة أو حتى أكبر من ذلك، فمن الضروري جداً الحذر من التواجد في مناطق قديمة، مغلقة، وغير منفتحة على الثقافات الأخرى. وفي كل الأحوال، تبقى سفاراتنا في الخارج، مسؤولة بشكل مباشر وغير مباشر عن مواطنينا، سواء بمتابعة قضاياهم أو المشاكل التي يتعرضون لها في تلك البلدان، أو حتى بتوعيتهم وتقديم النصح لهم، حول الأنظمة واللوائح المتعلقة بالزِّي المستخدم في الأماكن العامة، سواء للمرأة أو الرجل. وعلى المواطن أيضاً تفهم سيادة هذه الدول لأراضيها، وحقها الكامل في تطبيق قوانينها على كل من يزورها، سائحاً أو دارساً، أو غير ذلك.