حين قدم الأمير عبدالله بن مساعد ليصبح الرئيس العام لرعاية الشباب كان التغيير للأفضل هاجسه وهمه الذي يسعى إليه، غير أن الكوادر التي تعمل في الاتحاد السعودي يراها لا تناسب مرحلة التطوير والتجديد، فبادر متكئا على النظرية الإدارية التي تقول: "من أهم العوامل التي تساعد على التميز الإداري ونجاح من يوكل إليه العمل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب"، ولأن معايشته للجانب الإداري كانت في نادية السابق فلا تثريب عليه عندما سعى لاستقطاب عدد ممن رآهم وعرف حسن تدبيرهم وإدارتهم للعمل معه، تحت مظلة رعاية الشباب وسلمهم قيادة عديد من مفاصلها الإدارية, هذا شيء مشاهد وحق مشروع لمن يبحث عن طفرة في مجال الإدارة الرياضية للأندية السعودية، غير أن هذا أوجد عدة تساؤلات منها: ـ كفاءة هذه الكوادر كانت الباب الواسع الذي ولجت منه للعمل في أعلى سلطة رياضية، وهي بادرة يُشكر عليها من قام باستقطابهم وترك المساحة لهم للعمل وتقديم رؤاهم وأفكارهم؛ فلماذا لم تتسع دائرة الاختيار لتشمل غيرهم من نظرائهم في بقية الأندية؟ ـ هل هذا التوجه هو إقرار من الرئيس العام بفشل بقية الأندية في عملها، وبالتالي لا يوجد في كوادرها من يستحق أن يشارك في العمل من أجل رسم وجه جديد للرياضة السعودية؟ أعرف أن عبدالحكيم بن مساعد، ورجا الله السلمي تم استقطابهما من غير نادي الهلال، ما يؤكد صدق الحدس بأن قرارة فكر الرئيس العام تسير على أن هؤلاء هم الأفضل. ـ هل تم توظيف هذه الكوادر بالمكان الذي عرفها الوسط الرياضي من خلاله، وباتت تملك الخبرة والممارسة الكافيتين من أجل تقديم ما يؤمل منها, فالمصيبيح الذي أمضى الكثير من سنوات عمره مسؤولاً عن الفئات السنية بنادية السابق وشهدت فترته نجاحا كبيرا أصبح مسؤولا ماليا؛ فكيف تم ذلك؟ ومن سوغه؟ ـ ظهور قيادات فكرية شابة كما في رئيس التعاون ورئيس الفتح وقدرتهما على إيجاد عوامل النجاح داخل بيئة نادييهما يجعل المطالبة بأن يكونا ضمن دائرة العمل خلال الفترة المقبلة؛ فالنجاح يساعد على إيجاد القدرة على خوض غمار التحدي وقوة القرار منهما؛ فهل تتاح لهما الفرصة للعب دور أكبر؟ ومثل ذلك نزيه النصر الذي غادر ساحة العمل في ناديه الخليج لتخسر الرياضة وجها مشرقا وروحا فاعلة في إدارة عجلتها على الساحل الشرقي. ـ الأسماء التي تم ذكرها سابقاً لا تعني حصر الاختيار فيها طالما أن القرار يملكه الرئيس العام؛ فهناك المتخصصون ممن لديهم القدرة ويملكون الطموح تظهر لهم بصمات فترة من الزمن، ومن ثم يغيبون عن المشهد لعوامل ليس مجال ذكرها الآن. ـ هل هناك تقييم زمني لما تقدمه هذه الكوادر المختارة ومن ثم محاسبتها على أعمالها تلك الفترة ومن بعدها إحلال أخرى تقوم بمواصلة العمل حتى لا ندخل في ديمومة المناصب، وبالتالي نحتاج إلى من يقوم بالتدوير والتغيير من جديد؟ ـ صدق النظرة والحماس من أجل تحريك العمل الإداري لا يكفيان لكي نبارك كل خطوة تم القيام بها من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب؛ فلم نر حتى الآن أثرا وتأثيرا كبيرين لما يقوم به؛ فالحال كما هي، وحالات الاعتداء والضرب داخل المنافسات الرياضية زادت ولم نر يداً قوية ولا صوتاً رادعاً يقول كفى؟ ـ حين أطل خالد البابطين بمرحلته التي أراد أن يجعل العمل خاضعاً للقانون، وإن كان قد أخطأ الطريقة فلم نر تدخلا من اللجنة الأولمبية التي تخضع لها كل الاتحادات بل تركها تسير حتى تصادم الجميع ببعضهم، ومن ذلك قضية الأهلي مع لجنة الاحتراف ما زالت حبيسة الأدراج ولم يحدث فيها أي جديد.