تغيرت الأحوال واختفت الفوارق الكبيرة بين فرق المقدمة والوسط بل وحتى المؤخرة في دوري جميل. فالهلال الذي كان يدخل كل مباراة وهو ضامن نقاطها الثلاث؛ أصبح يعاني الأمرين قبل أن يتحصل على مراده إن تمكن من ذلك في النهاية؛ ليس لأن الهلال تراجع مستواه بل لأن الفرق تطورت وأصبح كل فريق في الدوري على مستوى عال من الحضور الفني والإداري أيضاً. هذا التطور وصل إلى كافة مناطق السعودية بها فيها الجوف حيث العروبة، ونجران مكان النادي الذي يحمل اسم المدينة، وكذلك التعاون الذي بات خامس الترتيب دورياً. وإذا استثنينا الاتحاد فإن أغلب الفرق كان لها حضور لافت بل ونتائج مفاجئة في دوري يتصدره النصر بفارق أربع نقاط عن أقرب ملاحقيه الهلال وهو ذات الفارق النقطي بين الشعلة صاحب المركز الثالث عشر وبين الفيصلي المحتل للترتيب الثاني عشر في قائمة الدوري وهو فارق ليس بالكبير أو الشاسع مع تبقي أربع عشرة مباراة لكل فريق. فبعد أن كان الفارق الفني واضحاً في المواسم الماضية بين فرق المقدمة والوسط والمؤخرة؛ تكاد الفوارق الفنية أن تتلاشى هذا الموسم، فمن الصعوبة مثلاً التنبؤ بما سيفعله التعاون في مباراته المقبلة أمام النصر غداً الجمعة في الجولة الثالثة عشرة من الدوري والحال نفسه ينطبق على نجران عندما يواجه الاتحاد وأيضاً الفتح أمام الهلال بعد غد السبت. هذه التحولات الكبيرة في نتائج فرق الدوري وأيضاً في مستوياتها يعتبرها البعض دليلا قاطعاً على قوة الدوري السعودي بل ويذهب إلى مقارنتها بمباريات الدوري الإنجليزي الذي لا يمكن التنبؤ بنتائج فرقه، فمثلاً في الجولة الماضية (الخامسة عشرة) سقط المان الكبير أمام نيوكاسل وتعادل جاره السيتي مع ساوثهامبتون بهدف لمثله وكسب ستوك ضيفه تشيلسي بثلاثة أهداف لهدفين قبل أن يتعادل المتصدر أرسنال مع ضيفه إيفرتون بهدف لمثله، وهي نتائج غير متوقعة قياساً بأطرافها من الفرق الكبيرة، كما أنها تحدث في أقوى دوري في العالم الأمر الذي دعم بقوة نظرية أن الدوري السعودي تطور أكثر من كونه تراجع، وأن الصغار كبروا لا أن الكبار صغروا. قبل الأخير استقالت الإدارة الاتحادية وسقط العميد على مستوى الدوري وأيضاً خرج من أول مباراة في كأس ولي العهد أمام فريق درجة أولى (الخليج).. بينما إدارة الانقاذ (اللي أزعجتنا) اختفت عن الأنظار والأسماع.. أين هي الآن؟ الأخير يقول أفلاطون:"عندما يتغير عليك شخص ما؛ فاعلم أنه يريدك أن تخرج من حياته".