×
محافظة المنطقة الشرقية

381 ألف طن من الحديد التركي تصل الأسواق المحلية خلال 4 أشهر

صورة الخبر

يعزز المتطرفون وجودهم داخل هيكل النظام الإيراني يوماً بعد يوم، ويتمتّع هؤلاء بحرية مطلقة لتبني مواقف تشكل غاية في الخطورة على كيان البلاد. قبل عدة أشهر قال رجل الدين المتشدد مصباح يزدي "الأرض لا تشكل ثمناً يستحق التضحية بالأرواح، والحديث عن الوطنية هو ضرب من الجاهلية". ومصباح يزدي هذا هو من منظّري النظام الإيراني ومن العلماء المقربين جداً من مرشد الجمهورية، حيث يطلق خامنئي أمامه حرية كاملة للنشاط في البلد، ويشغل تلامذته ومنتسبوه مناصب حساسة في البلاد. ومن تلامذته رجل الدين مهدي طائب الذي قال مؤخراً "سوريا تُعدّ المحافظة الخامسة والثلاثين لإيران، وإذا ما فقدنا محافظة خوزستان سنستعيدها بسهولة، لكن يصعب استعادة سوريا، فالحفاظ عليها أكثر أهمية من المحافظة على خوزستان". رجال الدين المتطرفون هؤلاء يعتبرون استمرار حكم نظام الجمهورية الإسلامية أكثر أهمية من مصلحة البلاد، ويطلقون مثل هذه التصريحات دون الاهتمام بالقواعد والقوانين الدولية، مثل هذا الذي وصف سوريا بأنها محافظة إيرانية. ورجل الدين هذا ليس إلا مكبراً لصوت خامنئي الذي منح حصة إيران في بحر قزوين لروسيا ويضحي بالمصالح الوطنية على حساب مواقفه المتطرفة بذريعة مواجهة أمريكا وإسرائيل، الأمر الذي جلب الويلات للبلد وأدى إلى إيجاد أزمات مستعصية. ومواجهة أمريكا ومحو إسرائيل من خارطة العالم تشكل اليوم أهمية كبيرة للبلد، ويعبر قادة إيران عن استعدادهم للتضحية بوطنهم من أجل هذه المواقف التي لا تستند إلى العقلانية. ورجل الدين طائب يؤكد من وراء هذه التصريحات أن سقوط النظام السوري يمثل سقوطاً للنظام الإيراني، حيث استمرار حكم بشار الأسد يساعد على استمرار حكم رجال الدين هؤلاء في إيران. ما يهم طائب هو النظام وليس إيران البلد، وكأنه لا يدري أن النظام رهن بوجود مكان للحكم، حيث إذا فقد البلد لم يعد هنالك وجود للجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكن المعادلة في رأي مثل رجال الدين هؤلاء معكوسة تماماً، فوجودهم أولاً ثم البلد، حيث يرون أن حكمهم يشكل رحمة إلهية للشعب الذي بات يعاني كثيراً من أدائهم. الشعب الإيراني تحمل حرب الثماني سنوات مع العراق بسبب سوء إدارة قادة البلد، خاصة الخميني، لكن تضحيات المواطنين كانت على أساس شعار "لا وجود لي إذا لم تكن إيران". وأهالي خوزستان التي تحدث عنها طائب قدموا أكثر من 16 ألف قتيل، 12 ألفاً منهم عرب، وكذلك الكرد والبلوش والترك والتركمان وأهالي شمال البلد وفارس وأصفهان و... كأن هؤلاء قد ضحوا من أجل الوطن ليأتي أمثال طائب ليبيع البلد الذي يستمد وجوده من القوميات الإيرانية بهذا الشكل. لكن الشعب لم يقف ساكتاً أمام هذه التصرفات حتى لو وصف شخص مثل مصباح يزدي شعورهم الوطني بالجهالة. المستبدون لا يفكرون إلا باستمرار وجودهم، ويضحون بكل شيء من أجل وجودهم، لكن الإيرانيين بعد إقامة نظام ديمقراطي على أساس الحرية سوف يضعون مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.   ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.