أبدى عدد من أعضاء مجلس الشورى السعودي، تفاؤلهم بالخطوات التي تقوم بها الخطوط السعودية نحو تنفيذ إستراتيجيتها للتحول 2020، وقالوا إن الخطط التي تقوم بها حالياً الخطوط السعودية من حيث تغيير ثقافة العمل داخل المؤسسة، تعطي أملاً في أن تصبح منافسة لغيرها من الشركات الإقليمية، خاصة مع البدء الفعلي نحو تطبيق مشروع المؤسسة Sa 2020 والذي يهدف إلى تغير كامل في منظومة العمل في هذا التاريخ. وتهدف خطة المؤسسة إلى مضاعفة ما تم إنجازه في سبعين عاماً من عمرها، خلال سبع سنوات وذلك بزيادة الأسطول ورفع عدد الطائرات من 123 طائرة حاليا إلى 200 طائرة في عام 2020، وكذلك زيادة السعة المقعدية والرحلات الداخلية إلى جانب الوصول إلى محطات دولية جديدة، مثل الجزائر والمالديف وأنقرة وميونخ. وأبرمت الخطوط السعودية اتفاقية تستحوذ بموجبها على 50 طائرة من أحدث ما تنتجه شركة إيرباص، حيث ستحصل السعودية على 30 طائرة من طراز A320 الأكثر مبيعاً في العالم، و20 طائرة من طراز A330-300 الإقليمية، وبذلك تكون الخطوط السعودية أول شركة طيران عالمية تضم هذه النسخة من الطائرات لأسطولها المتنامي. ونجحت السعودية في الحصول على مواعيد مبكرة وغير مسبوقة لاستلام الطائرات الجديدة، حيث ستبدأ طلائع الأسطول في الوصول خلال فترة وجيزة، وسوف يتم استلام 14 طائرة عام 2016 و18 طائرة عام 2017 و18 طائرة عام 2018، بحيث يكتمل وصول جميع الطائرات في أقل من ثلاثة أعوام، الأمر الذي سيشكل إضافة كبيرة إلى الإمكانيات التشغيلية للخطوط السعودية. وتهدف الخطة كذلك إلى تعزيز دور المؤسسة في خدمة حركة السفر المتنامية على القطاع الداخلي، حيث تخصص ومن منطلق وطني ما يقارب 70% من إمكانياتها التشغيلية ورحلاتها لخدمة هذا القطاع وبمعدلات تشغيلية سجلت العام الماضي 2014 ما يفوق 120 ألف رحلة، نقلت على متنها ما يزيد على 16 مليون ضيف، الأمر الذي يمثل تحدياً في ظل تحيد أسعار التذاكر للطيران الداخلي بما لا يغطي التكلفة التشغيلية. وهنا يرى د. عبدالعزيز بن إبراهيم الحرقان عضو مجلس الشورى، أن معظم شركات الطيران في العالم بدأت كشركات مملوكة للدولة او مدعومة بشكل قوي من حكومتها أو كلاهما معا، إضافة إلى أن الحكومات التي تتبع لها هذه الشركات تمنحها امتيازات وتسهيلات تعينها على العمل وتحقيق عوائد تكفي لتشغيلها، ولكن حينما استقر سوق الطيران في هذه الدول خففت الحكومة الدعم أو ازالته تماما. وقال الحرقان في حديثه ل"الرياض" إن العمل في مؤسسة الخطوط الجوية السعودية حاليا تطور بشكل كبير، ووصل لمرحلة تجعل المؤسسة ليست بحاجة إلى الدعم الحكومي، كما أن تحويلها إلى شركة مملوكة كلياً سيحقق لها المرونة الكافية واللازمة للمنافسة في السوق المحلي والدولي، مشيرا إلى انه حان الوقت لخصخصة مؤسسة الخطوط السعودية بشكل كامل وتحويلها إلى شركة او عدة شركات تعمل بمنهج تجاري. وتابع الحرقان إن تحويل المؤسسة إلى شركة تجارية ليست عملية سهلة، والمؤسسة بدأت تتحول نحو المنهج التجاري، ولكن الأمر يتطلب معالجة خاصة من الدولة خاصة من وزارة المالية وصندوق الاستثمارات العامة. كما أكد خليفة بن أحمد الدوسري عضو مجلس الشورى، أهمية الخطوات التي تقوم بها الخطوط السعودية حاليا نحو تغيير مفهوم المنظومة الإدارية وتدريب الموظفين وتطويرهم بما يخدم العمل الحالي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الانتقال إلى مرحلة انتقالية أفضل ان شاء الله، وان إدراك أهمية التطوير والتحرك نحوه، يدل كذلك على أن الإدارة واعية بما تحتاجه المرحلة وهذا بحد ذاته مهم، وبين الدوسري أن الخطوط السعودية تسير وفق استراتيجية كبيرة تعتمد على دراسات جدوى، وهذا يبشر بخير، ومستقبل أفضل للمؤسسة لأن تكون قادرة على المنافسة وتلبي رغبات كافة الشرائح. وشدد الدوسري في حديثه ل"الرياض" على ضرورة تشجيع الخطوات التي تقوم بها الخطوط السعودية في مشروع التحول، لأننا نطمع أن تكون هي الأفضل، إلى جانب تقديم الدعم والشكر على الجهود التي تقوم بها المؤسسة في تطبيق خطتها في رحلة التحول 2020، مشيرا إلى أن المتابع لعمل الخطوط السعودية في الفترة الأخيرة يلمس التحسن في الخدمات. وقال الدوسري: "نعرف حجم التحول الكبير الذي تقوم به الخطوط السعودية وأن ذلك يعتبر تحدياً كبيراً لها، لذلك كلنا أمل في تحقيق إستراتيجيتها في هذا المشروع". من جانبه أكد د. عوض بن خزيم الأسمري عضو مجلس الشورى، أن الخطوط السعودية منذ أن أنشئت في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز، وهي تجد الدعم اللامحدود من قبل الحكومة السعودية، مبينا أن الخطط الطموحة للمؤسسة حاليا تبشر بالخير للناقل الوطني. وأوضح الأسمري أن استراتيجية الخطوط السعودية حتى عام 2020 بأن يكون لديها سعة مقعدية عبر شراء طائرات جديدة أمر يدعو للفخر، خاصة إذا ما علمنا أنه تم الحصول على موعد استلام للطائرات في وقت وجيز جدا بالرغم من صعوبة ذلك على شركات الطيران العالمية. وبين الأسمري في حديثه ل"الرياض" أنه بجهود إدارة الخطوط السعودية الحالية تم اختصار الوقت وزيادة الطائرات، فضلا عن وجود أكاديمية يشهد لها عالميا بالتفوق بجودة مخرجاتها وهي أكاديمية الأمير سلطان، فأصبحت مصدر فخر لنا. وأشار عضو مجلس الشورى إلى الخطوات التي بدأت المؤسسة بتطبيقها مؤخرا، مثل موقع السعودية على شبكة الإنترنت ووجود تطبيق عبر الأجهزة الذكية، وزيادة أجهزة الخدمة الذاتية، كلها تدل على التحرك الجاد من قبل القيادة العليا للمؤسسة نحو الانطلاق بمفهوم جديد والتخلص من الإرث السابق الذي عانت منه المؤسسة. وأكد الأسمري أنه في حال نجاح الخطوط السعودية في تنفيذ مشروع التحول فإنها قادرة على أن تنافس محليا وإقليميا وعالميا، وكل المؤشرات تدل على أنهم يسيرون بخطى متسارعة نحو إنجاح تنفيذ خطة رحلة السعودية 2020. وتشهد الخطوط السعودية مرحلة جديدة تواكب العصر وتواجه التحديات وتنطلق بثقة وثبات نحو آفاق جديدة من التقدم والنجاح، حيث أطلقت خطتها الجديدة رحلة السعودية 2020 وبرنامج التحول بمجالاته المختلفة من أجل تحقيق التحول الجذري في مستوى الأداء والخدمات ومواجهة المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي والمتغيرات المتسارعة في صناعة النقل الجوي. وفي إطار جهود مؤسسة الخطوط السعودية لاستكمال تنفيذ مشروع التحول الإستراتيجي الذي يقوم على تعزيز الإمكانات المتاحة، ومنح المؤسسة آفاقاً جديدة للتطوير تمكنها من المنافسة الفعالة، لا سيما في ظل متغيرات سوق وصناعة الطيران، وظهور منافسين جدد على الساحة، ما يجعل عمليات إدارة المنافسة مسألة لا يمكن أن تتوقف عند حدود سياسات غير متجددة. وتمحورت الإستراتيجية الجديدة للمؤسسة حول العنصر البشري السعودي، لجهة الاستقطاب والتدريب، حيث تم توقيع اتفاقية مع وزارة التعليم تتضمن ابتعاث 3000 مبتعث لدراسة الطيران و2000 مبتعث لدراسة هندسة الطائرات والشؤون الفنية، إلى جانب رواد المستقبل الذي يتضمن عددا من الدورات التدريبية المتخصصة والمتعلقة بمختلف أوجه صناعة النقل الجوي تنفذ من قبل إدارات التدريب المختلفة وجهات عالمية متخصصة منها منظمة "إياتا" وعدد من الشركات والمؤسسات العالمية، حيث يهدف هذا البرنامج إلى إعداد قيادات إدارية مؤهلة للعمل في مختلف قطاعات المؤسسة، وتم تخريج ست دفعات من البرنامج بكفاءات تؤدي دورها بقطاعات عديدة بما يؤهلها لتتبوأ مواقع قيادية مستقبلا. ويقدم قطاع التدريب البرنامج التدريبي المطور لمضيفي الخدمة الجوية الذي يهدف إلى استقطاب أعداد من الشباب السعودي وتأهيلهم من خلال برامج تدريبية تمتد إلى سبعة أشهر يتلقى خلاله المتدرب العديد من البرامج التدريبية ليتأهل إلى وظيفة "مضيف جوي". كما تم استحداث برنامج خدمات الضيوف والمبيعات لموظفي الصفوف الأمامية، حيث يتم استقطاب المتميزين من خريجي الثانوية العامة، بحيث يتم إلحاقهم ببرنامج تدريبي مكثف في اللغة الإنجليزية والعلوم الإدارية والسلوكية والفنية لمدة 18 شهرا، يتخللها تدريب على رأس العمل في مختلف إدارات الخدمة والمبيعات، كما تضمنت البرامج الخاصة بصقل مهارات الموظفين وإكسابهم خبرات مهنية جديدة عقد دورات تدريبية في المجالات الإدارية والسلوكية والمالية والحاسب الآلي واللغة الإنجليزية. وحظيت باقة الخدمات المتكاملة المقدمة عبر تطبيق السعودية على الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى أجهزة الخدمة الذاتية المنتشرة على أوسع نطاق إلى جانب موقع السعودية على شبكة لإنترنت، والموقع الخاص بالخدمات الذاتية للهاتف الجوال، بإقبال متزايد من الضيوف. ويمكن للضيوف الاستفادة من هذه الخدمات من خلال استعراض جداول الرحلات وإجراء الحجز وشراء التذاكر واختيار المقاعد والوجبات وإصدار بطاقة الصعود للطائرة ثم التوجه مباشرة إلى صالات المغادرة. وتم تطوير خدمات الحجز الموحد لتشمل إلى جانب الحجز، شراء التذاكر وإعادة إصدارها وتغيير خطوط السير واختيار المقاعد والوجبات، فضلا عن برامج الخدمات الذاتي التي تشمل استعراض جداول الرحلات وحالة الحجز ومعرفة المواعيد الفعلية للإقلاع والوصل مع إمكانية إلغاء الحجز، إلى جانب إنشاء مركز متخصص لخدمة أعضاء الفرسان ومركز مماثل لخدمة فئة التميز والذي يخدم ما يقارب نصف مليون. واعتمدت الخطوط السعودية مسمى "ضيف" بدلا من مسافر وذلك ضمن جهودها في تنفيذ برنامج التحول وتحقيق أهداف خطتها الاستراتيجية 2015-2020، وتم الانتهاء من تنفيذ الإجراءات الداخلية اللازمة لتغيير التوصيف لعلاقة المؤسسة بضيوفها المسافرين على متن رحلاتها الداخلية والدولية بما يعكس واقع هذه العلاقة، والمسمى له معنى أكثر دلالة وعمقا، ويمهد لمرحلة جديدة في مستوى الخدمات التي تقدمها لضيوفها في كافة المواقع. وأطلقت الخطوط السعودية الأسبوع الماضي البرنامج التنفيذي للتحول الموجه نحو قطاعات المؤسسة، بإشراف ومتابعة المدير العام للخطوط السعودية م. صالح الجاسر، ويهدف البرنامج إلى تأسيس ثقافة مهنية جديدة، عبر بناء خدمات ربحية جديدة توفر للعملاء قيمة حقيقية ومضافة من خلال وضع الجمهور في صلب كافة العميات، وتحسين طرق إدارة الأداء في كل مساحات العمل عبر التدريب وتطوير النظم، والدفع في اتجاه إعادة الهيكلة وفق قواعد واضحة للمسؤولية المرتبطة بالأهداف العليا للشركة وتطوير وتحسين أساليب العمل استناداً إلى الأدوات الإلكترونية "E-Tools". ونجحت السعودية في تنفيذ خططها المرحلية لإعادة الهيكلة الشاملة، بدءا من التخلص من عدد كبير من الموظفين يمثلون عائقاً رئيساً أمام التطوير، وإصلاح نظم القاعدة الوسطى، في كونها جسراً بين القيادات العليا والموظفين، وتقسيم الجمهور إلى شرائح متعددة، وتقسيم الشرائح إلى شرائح فرعية، وتبني سياسات متنوعة تخدم كل شريحة وتدريب الموظفين، وأهمهم موظفي خدمة العملاء، ثم من يحتكون بالجمهور مباشرة، والاعتماد على تكنولوجيا الاتصال الحديثة، و"BIG Data" وتحليل البيانات في تصميم السياسات الجديدة والارتقاء بالأداء العام.