ارتفعت أسعار خام برنت أمس بعد أن سجلت هبوطا حادا لكن الأسعار اتجهت نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من شهرين (بنسبة تتجاوز 5%) في ظل ارتفاع المخزونات. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن مخزونات الخام والمنتجات النفطية في العالم سجلت مستوى قياسيا بلغ 3 مليارات برميل. وأن وفرة المخزون توفر حماية غير مسبوقة من الصدمات الجيوسياسية والتعطل المفاجئ للإمدادات. وأضافت الوكالة: إن العالم يشهد وفرة في معروض النفط بعد تكوين مخزونات قياسية في الأشهر الأخيرة وإن تباطؤ نمو الطلب العالمي ومرونة الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قد يزيدان من تخمة المعروض في العام المقبل. معنويات وقال تاماس فارجا المحلل لدى بي. في. إم المعنويات العامة سيئة.. لا أرى شيئا يمكن أن يدعم ارتفاع الأسعار على المدى الطويل. وارتفع سعر خام برنت 40 سنتا إلى 44.46 دولارا للبرميل لكنه يتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية تتجاوز خمسة بالمئة. وارتفع الخام الأميركي خمسة سنتات إلى 42.80 دولارا للبرميل. وأغلق الخام منخفضا نحو 3% أمس الخميس بفعل زيادة قدرها 4.2 ملايين برميل في مخزونات الخام الأميركية. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط إن التوقعات الحالية هي أن يكون الشتاء معتدلا في أوروبا والولايات المتحدة. وإذا صحت تلك التوقعات فإن مستويات المخزونات المرتفعة ستفرض مزيدا من الضغوط وقد يختار دببة أسواق النفط عدم الدخول في بيات شتوي. فائض وتشهد أسواق النفط فائضا في المعروض يقدر بما بين 0.7 مليون و2.5 مليون برميل يوميا فوق حجم الطلب وهو ما أدى إلى هبوط الأسعار بنحو الثلثين منذ يونيو 2014. وجاءت تخمة المعروض نتيجة ارتفاع إنتاج معظم كبار المنتجين ومن بينها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكذلك روسيا وأميركا الشمالية. إمدادات وقالت وكالة الطاقة إن إمدادات النفط العالمية تجاوزت 97 مليون برميل يوميا في أكتوبر لتزيد مليوني برميل عن مستواها قبل عام مع تعافي الإنتاج من خارج أوبك من مستوياته المتدنية التي سجلها في الشهر السابق. وعلى الرغم من أن أسعار النفط المتدنية ستؤدي إلى تراجع إنتاج النفط الأميركي المحكم العام المقبل إلا أن التخلص من تخمة المعروض في الأسواق سيحتاج شهورا بحسب وكالة الطاقة. وقالت الوكالة هذه البطانة الهائلة تضخمت حتى في ظل تكيف سوق النفط العالمية مع 50 دولارا للبرميل. وارتفع نمو الطلب إلى أعلى مستوى له في خمس سنوات عند نحو مليوني برميل يوميا.. لكن الإنتاج الضخم من أوبك والإمدادات المرنة من خارج المنظمة تجاوزا حجم الزيادة في الطلب، حيث وصل حجم إنتاج روسيا إلى ذروته منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ومن المرجح أن يظل مرتفعا في 2016 أيضا. وقالت أوبك في تقريرها الشهري أول من أمس إن المخزونات في الاقتصادات المتقدمة سجلت أكبر زيادة عن متوسط الخمس سنوات خلال ما لا يقل عن عشرة أعوام. وذكرت وكالة الطاقة أن زيادة المخزونات التي تحققت في البداية في الولايات المتحدة بسبب ارتفاع الإنتاج امتدت الآن إلى الدول المتقدمة بالإضافة إلى الصين والهند. نواتج التقطير وقالت وكالة الطاقة إن القدرة على امتصاص الصدمات التي توفرها مخزونات النفط لم تعد حكرا على الخام فحسب. ففي حين تعمل المصافي بأقصى سرعة لتغطية زيادة الطلب على البنزين في الولايات المتحدة والصين ـ وهما أكبر الدول المستهلكة ـ فإن ذلك قد أدى إلى زيادة مخزونات نواتج التقطير. وبإمكان المخزونات الكبيرة أن تحمي السوق من أزمات الإمدادات في ظل موجات الطقس البارد الطويلة. لكن الوكالة قالت إن التوقعات الحالية هي أن يكون الشتاء معتدلا في أوروبا والولايات المتحدة. وإذا صحت تلك التوقعات فإن مستويات المخزونات المرتفعة ستفرض مزيدا من الضغوط وقد يختار دببة أسواق النفط عدم الدخول في بيات شتوي. تراجع الطلب وتتوقع الوكالة أن يتراجع نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.21 مليون برميل يوميا في 2016 من مستواه المرتفع البالغ 1.82 مليون برميل يوميا هذا العام. وقالت الوكالة من المستبعد أن يتكرر تأثير الهبوط الحاد في أسعار النفط على المستهلكين ومن المتوقع أن تظل الظروف الاقتصادية تمثل إشكالية في بلدان مثل الصين. وذكرت أنه رغم المرونة التي يتمتع بها منتجون مثل روسيا إلا أنه من المتوقع أن تنكمش إمدادات المعروض من خارج أوبك بأكثر من 600 ألف برميل يوميا في العام المقبل. ومن المتوقع أن يتراجع إنتاج الخام الأميركي المحرك الأساسي لنمو الإنتاج خارج أوبك بمقدار 600 ألف برميل يوميا العام القادم مقابل توقعات سابقة بهبوطه 400 ألف برميل. وقالت الوكالة الإنتاج القياسي المرتفع في روسيا يعوض (هذا) جزئيا. ورفعت الوكالة تقديراتها للطلب على نفط أوبك في 2016 بمقدار 200 ألف برميل يوميا إلى 31.3 مليون برميل. وتتوقع وكالة الطاقة أن يزيد الطلب على نفط أوبك في النصف الثاني من 2016 بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا عن مستواه في النصف الأول ليصل إلى 32 مليون برميل يوميا وهو ما يتجاوز المستوى الحالي لإنتاج المنظمة. المعركة في أوروبا وتحتدم معركة الدفاع عن الحصة السوقية بين روسيا وأعضاء أوبك في أوروبا، حيث حل العراق محل السعودية كثاني أكبر مصدر للنفط إلى أوروبا واستعدت إيران بقائمة من مشتري خامها تأهبا لرفع العقوبات عنها. ونقلت وكالة الطاقة الدولية عن مصادر في السوق قولها إن طهران ستستطيع بيع ما لا يقل عن 400 ألف برميل إضافي يوميا لمشترين في آسيا وأوروبا حالما ترفع عنها العقوبات. وقالت الوكالة لهذا السبب من المرجح أن يستمر احتدام التنافس على السعر بين المنتجين. وأضافت أسواق الخام العالي الكبريت على وجه الخصوص تبدو متخمة بالمعروض مع اتساع الفوارق السعرية مع الخامات المنخفضة الكبريت. فأوروبا تشهد وفرة في الخامات العالية الكبريت المتنافسة من (دول) الاتحاد السوفيتي السابق والشرق الأوسط بينما ظل الخام الأميركي العالي الكبريت مكبوحا بسبب صيانة المصافي.