×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو والصور..عائلة تعيش في منزل متهالك في أبي عريش بجازان

صورة الخبر

لم يتوقف السجال الدائر حول كارثة الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء، وتحول الحادث المؤسف، الذي أودى بحياة 224 ضحية، إلى ظاهرة تتجاذبها دول شتى وأطراف عدة ، يحاول كل منها الاستثمار فيه وتوظيفه، لتحقيق مآرب تتجاوز المخاوف على سلامة الطيران المدني. ففي كل يوم تنكشف معطيات، وأشد إيلاماً، عن أن بعض المخابرات كانت تعرف مسبقاً باستهداف الطائرة، وهو ما يجعلها، بصورة أو أخرى، شريكة في إزهاق أرواح الضحايا. بعد أسبوعين من تلك الفاجعة، ما زالت التحقيقات جارية ولم تتوصل إلى الحقيقة الحاسمة، التي ستتأخر شهوراً أخرى، على الرغم من أن التسريبات الصادرة عن لجان المتابعة ترجح أن يكون الفاعل هو الإرهاب عن طريق زرع قنبلة في الطائرة، وهو أمر يبدو أرجح من إسقاطها بصاروخ، كما كانت تقول المعطيات الأولية، وإلى حد هذا المستوى تبدو الفرضية منطقية، لكن ما هو غير منطقي ومبرر يتمثل في الإجلاء الكبير للرعايا الروس والأجانب من شرم الشيخ المصرية، وكأن الأمن في سيناء وفي مصر عموماً قد انفلت بدرجة خطرة. ومع المصريين كل الحق عندما يعبرون عن انزعاجهم واستيائهم من التصرف الغربي تحديداً بشأن كارثة سيناء، فأغلب العواصم ومنها لندن حذرت رعاياها، ورحَلت الآلاف منهم، وطفقت بعض وسائل الإعلام الغربية في إثارة خوف الرأي العام، ليس من ركوب الطائرات المنطلقة من المطارات المصرية، وإنما من مصر عموماً، وهو ما يرفع مستوى الشك في مثل هذه السلوكيات وأهدافها. إذا ثبت أن جماعة إرهابية كانت هي المسؤولة عن تفجير الطائرة المنكوبة، فسيكون ذلك تأكيداً على مدى خطورة الجماعات الإرهابية المنتشرة عبر العالم، وليس استكانة للتهديد بإجلاء الرعايا ووقف الرحلات الجوية، فهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها الطيران المدني عرضة للإرهاب، وربما ما حدث للطائرة الروسية يكون طبيعياً مقارنة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما اختطف 19 إرهابياً أربع طائرات مدنية من مطارات الولايات المتحدة، ونفذوا الضربات الإرهابية على برجي التجارة في نيويورك ومقر البنتاغون وبنسلفانيا، وكان ما وقع في 11 سبتمبر فضيحة أمنية واستخبارية لأقوى دولة في العالم، حيث وجدت بالمقابل تضامناً دولياً واسعاً، فلم تسارع العواصم المختلفة إلى سحب رعاياها أو وقف الرحلات إلى المطارات الأمريكية، بل العكس هو الذي حصل، قبل أن يتم الاكتشاف لاحقاً أن واشنطن تحت إدارة المحافظ الجديد جورج بوش قد وظفت تلك الأحداث لخدمة مصالحها، وعوضاً عن أن تسهم في القضاء على الإرهاب ساعدت بسياساتها تلك في صناعة الظاهرة الإرهابية، حتى وصلت إلى هذا المستوى من الأخطار. الغرب عموماً لا يفوت أي حادثة دون أن يوظفها في اتجاه ما. وبينما كان مفترضاً أن يتم التضامن مع القاهرة وموسكو، حصل العكس، فسحب الرعايا ؛ والانصياع للمخاوف والتهديدات، يقدم خدمة جليلة للإرهاب ويشجع منظماته وجماعاته على ارتكاب المزيد من الجرائم. وسواء لم يقصد الغربيون هذا الفهم، وزعموا أنهم يحاربون الإرهاب، فالأولى أن يكشفوا ما لديهم من معطيات حول المخططات الإرهابية لإنقاذ أرواح الأبرياء، أما التستر حتى وقوع الكارثة، والتعلل بعدها بخطورة التهديد في هذا البلد أو ذاك، يعكس تواطؤاً مفضوحاً وسياسة لا تبررها القيم الإنسانية، ثم يتساءلون: لماذا ينتشر الإرهاب في العالم ولا يتم القضاء عليه؟ chouaibmeftah@gmail.com