تفاعل المشاركون في المؤتمر الإقليمي العربي الثالث تحت شعار "قوة التطوع: استدامة... شراكة... تأثر"، اليوم الجمعة (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، بشكل لافت مع التجارب والقصص والأنشطة العملية وارتفع مستوى حماسهم معها، ومنها تجارب وتحديات حبس الأنفاس لأطول وقت بهدف التدريب على تحدي الذات لتقديم الأفضل، وتحدي استشعار الوقت لبيان أهميته في المجال التطوعي. وتدور جلسات المؤتمر وندواته حول 5 محاور تتمثل في "استدامة العمل التطوعي على مستوى الدول والأفراد"، "قياس أثر العمل التطوعي"، "إدارة المتطوعين للأفراد والمؤسسات"، "التعريف بالريادة الاجتماعية وأهميتها"، "العمل التطوعي لدى الشركات التجارية". وقدم جلسات وندوات وورش اليوم الثاني 17 متحدثاً من بينهم الرئيس التنفيذي لجمعية الإحسان الخيرية سمو الشيخ عبدالعزيز النعيمي، ومبتكر منهجية الذكاء التطوعي علي أبوالحسن، وعضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة ومؤسس جمعية البحرين الشبابية علي شرفي، ومديرة معهد تعلم الاهتمام باتريسيا نبتي، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة منظمة لوياك فارعة السقاف. وواصل الشباب نقاش جوانب متنوعة من العمل التطوعي، إذ تطرق المتحدثون إلى أنواع التحديات في العمل التطوعي وهي: التحدي الذاتي، والبيئي، والإنساني، والمجتمعي، والخيري، والعالمي، والإعلامي، مع ذكر العديد من الأمثلة على أنواع الأنشطة التطوعية، مشيرين إلى مبدأ توفر الممكنات وتنوعها، وتمكين الأفراد من التطوع عبر تعزيز صفاتهم، ومن ثم الانتقال إلى تعزيز خصائص المؤسسات التطوعية، إلى جانب الحديث عن مفهوم الشخصية السنبلية التي تؤمن بمبدأ الوفرة والعطاء. واستعرض المتحدثون عدداً من التجارب العربية حول ضم الأعمال التطوعية المتشابهة تحت مظلة واحدة بحيث يتعزز عملها بشكل أكبر، وتشكيل المجاميع التطوعية لإدارة الأزمات، وإقرار حق الإنسان في التطوع، إلى جانب استعراض التجارب المعنية بتطوير مهارات المتطوعين، وارتكازها على مبادئ الحرية والمسؤولية والمواطنة، مع التركيز على تطور العمل التطوعي في البحرين في العهد الإصلاحي من بعد 2001، بوجود 33 مركزاً شبابياً، إلى جانب مركز سلمان الثقافي ومركز الإبداع الشبابي ومدينة الشباب، إضافة لوجود المراكز والأنشطة التطوعية من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم والأنشطة التطوعية في جامعة البحرين، وإطلاق أكثر من 20 جمعية شبابية خلال 15 سنة تقريباً. وتناولت عروض المتحدثين تعريفا بالمنظمة الدولية للجهود التطوعية (IAVE)، إلى جانب ذكر الأدوار المتنوعة للمتطوعين وكيفية إدارتهم،مع الإشارة إلى المسؤولية الاجتماعية للشركات بما تتضمنه من أنشطة تخدم مجالها وأنشطة تخدم المجتمع عامة. وتطرق متحدثو الجلسات لمستويات التطوع، مع الالتفات إلى لمحة عن تاريخه والفرق بينه وبين التطوع اللحظي الذي قد يعبر عنه بالشهامة أو النخوة التي يستفزها أي حادث طارئ، كما تناول المتحدثون بالتفصيل شرح تقنيات استقطاب المتطوعين للعمل التطوعي. وفي جلسات العمل، تناول المتحدثون مفهوم الريادة الاجتماعية وكيفية تطبيقها، شارحين الفرق بينها وبين المفاهيم الأخرى التي قد تتداخل معها، مع استعراض نماذج ملهمة من العمل في المجال الاجتماعي الريادي، وعلاقة الريادة الاجتماعية بالمؤسسات التعليمية. ويختتم المؤتمر أعماله غداً (السبت) بمشاركة 27 متحدثاً منهم مؤسس ومشرف (غدن) للاستشارات وبناء القدرات سالم الديني، المشرف العام على مبادرة قيام أحمد خيري العمري، و مدير إدارة وسائل الإعلام القائم بأعمال مدير إدارة التلفزيون يوسف محمد، ومؤسس مشارك Horizons Learning البريطانية لحلول تطوير الأعمال والاستراتيجيات غياث هواري. يشار إلى أن منظمة الجهود التطوعية (IAVE) تأسست في العام 1970 من قبل مجموعة من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم الذين رأوا في العمل التطوعي وسيلة للتواصل عبر البلدان والثقافات، ونمت لتصبح شبكة عالمية من المتطوعين والمنظمات التطوعية، الممثلين الوطنيين ومراكز التطوع، مع أعضاء في أكثر من 70 بلدا في جميع مناطق العالم غالبها من البلدان النامية.