يشهد قطاع إنتاج الفوسفات في مدن الحوض المنجمي بولاية قفصة في جنوب تونس تراجعا كبيرا منذ أربع سنوات، إذ فاقت خسائر القطاع ملياري دولار منذ اندلاع الثورة التونسية في العام 2011. وقد يزيد هذا الوضع من مصاعب الاقتصاد التونسي المتعثر، ولا سيما مع استمرار الاعتصام والاضطرابات في مدن الحوض رغم قرارات اتخذتها الحكومة مؤخرا لدعم ولاية قفصة. وتنتشر في مدينة المتلوي بولاية قفصة خيام المعتصمين المطالبين بالتنمية وبالحصول على فرص عمل، وهي مطالب تستند إلى حقيقة مفادها أن منطقتهم تعد أحد أهم مواطن الفوسفات، لكن المحتجين يقولون إنهم لا يلمسون أي فائدة من ثروات منطقتهم. ويقول فؤاد اليحياوي وهو أحد العاطلين المعتصمين في المتلوي إنه أصيب بالملل من طول انتظار وظيفة تتيح له مصدر رزق والتحول إلى عنصر منتج في المجتمع. فقدان المكانة وقد عطل تصاعد الاضطرابات الاجتماعية في مناطق الحوض المنجمي قاطرة إنتاج الفوسفات بشكل كامل منذ اندلاع الثورة، وهو ما جعل تونس تفقد مرتبتها الخامسة ضمن أكبر منتجي الفوسفات في العالم، وتراجعت إلى المرتبة التاسعة. ويشير مدير الاتصال بشركة فوسفات قفصة علي الوشتاتي إلى أن إنتاج الشركة في الأشهر الخمسة الأولى من العام لم يتجاوز 650 ألف طن، في حين كانت تأمل الإدارة أن يصل الإنتاج إلى مليوني طن. وكانت الشركة قد علقت في وقت سابق من هذا الشهر إنتاجها وكل أنشطتها بعد اعتصامات لعاطلين بدأت منذ أسابيع، وأضافت أن المحتجين عطلوا عملية الإنتاج ونقل الفوسفات عبر القطارات. أرقام الإنتاج وبعدما بلغ حجم إنتاجتونس في العام 2010 نحو 8.26 ملايين طن من الفوسفات لم يبلغ إنتاجها منذ العام 2011 إلى الآن سوى 2.11 مليون طن، وفي الأشهر الخمسة الأولى من 2015 وصل الإنتاج إلى 650 ألف طن مقارنة بـ1.3 مليون طن في الفترة نفسها من العام الماضي. وسبق لوزير الصناعة التونسي زكريا بن أحمدأن صرح بأن"الأمر المقلق أن تونس بصدد خسارة عدة أسواق"، وأضاف أن خسائر قطاع الفوسفات بلغت أربعة مليارات دينار (ما يفوق ملياري دولار) منذ العام 2011.