تكاد تجمع النخب على أن المجتمعات البشرية تتطور وتتحسن أنشطتها ويقوى حضورها بحسب حضور القيادة الثقافية الموجهة للوعي، ومنذ تأسست الأندية الأدبية في بلادنا وهي تخطو خطوات خجولة نحو التنوير، ثم تتراجع إلى التقليدية والركود، فالثقافة الناجحة تتفاعل مع محيطها وتتلمس أهم منافذ الضوء لتوسعه تدريجيا ليعم ويشمل أكبر عدد من شرائح المجتمع. وفي ظل عدم رضا بعض المثقفين عن دور المؤسسة الثقافية يؤملون بكثير من الحرص أن تضع وزارة الثقافة والإعلام استراتيجية ثقافية تتبنى تطلع المجتمع نحو مدنية الأفكار والمؤسسات، وتأصيل قيم التسامح والخير والجمال. المؤسسة الثقافية طيلة عقود كانت سلبية مع فكر التوحش، بل ربما تبنت بعض الأندية بعض رموزه وسوقت لهم، فالمؤسسة الثقافة معنية برصد منحى الهموم المجتمعية ومواكبة نمو الوعي ليكون موازيا له إن لم يكن متقدما عليه، ووزير الثقافة والإعلام بما آتاه الله من رحابة صدر أقدر من يرسم خارطة طريق للخروج من دائرة الشعارات والعلاقات، فالمؤسسة نشأت فهل ارتقت؟.