حاتم أمين العطرجي من المحزن ما نلاحظه في هذا الوقت من ارتفاع مهول لانتشار نسبة «الطلاق» بشكل خطير جداً إلى أن تحول مع الأسف الشديد لظاهرة سيئة في مجتمعنا، وأصبحت المحاكم مليئة من تلك القضايا فنسبة الطلاق لدينا في تزايد ملحوظ وتعدت النسبة الطبيعية إلى أن وصلت لمرحلة لا يصدقها العقل، فهل يعقل بأن محاكم الأحوال الشخصية تستقبل دعاوى الطلاق بنسبة ما تقارب %60؟ فهذه نسبة تدق ناقوس الخطر وهنالك أسباب مقبولة، وهي بنسبة بسيطة جداً كالعنف الأسري القاتل والمضايقات الزوجية غير المقبولة وغير الطبيعية وبقية الحالات تكون قلة تربية من الآباء للأبناء وعدم تربية الأبناء على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية، فيكون الشاب أو الفتاة غير مؤهلين أسرياً للدخول في هذه الحياة الجديدة وتحمل مستلزماتها الصعبة، وبعض الحالات يكون الشاب قد تزوج دون أن يدفع ريالاً، وبهذا لا يشعر بحجم الخسارة ويكون الطلاق أمراً عادياً جداً له، وبعض الحالات تكون الفتاة مُدلـلة جداً وعند ذهابها لبيت الزوجية تجد بأن البيت بجميع أموره قد أصبح من اهتماماتها وهي ليست متعودة على ذلك فيبدأ النفور من تلك المهام. وأسباب الطلاق كثيرة ولكن الحالات التي تستوجب الطلاق فعلاً في وجهة نظري لا تتعدى10% والنسبة الباقية مع الأسف ليس لها داعٍ فيجب وحالاً أن تكون هُنالك دراسات شاملة وكاملة تقوم بها جهات مختصة تقوم بتصنيف حالات الطلاق ودراستها وأن تكون هُنالك دورات إجبارية للمقبلين على الزواج لكي نبني أسرة قائمة على أسس سليمة وصحيحة ولكي يعي الزوج والزوجة مسؤوليتهما في الحياة الزوجية ومن أجل ألا تكون نسبة الطلاق بهذه النسبة الخطيرة جداً، وألا تصل الأمور لذلك وقبل ذلك كله فإن الطلاق كما هو معروف أبغض الحلال عند رب العباد فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أبغض الحلال عند الله الطلاق» رواه أبو دَاوُدَ وابن ماجة.. نسأل الله السلامة..