هي النجمة الأسبوعية التي تابعها جيلنا بشكل دقيق كونها سدت فراغاً آنذاك في حاجتنا إلى صحفٍ محلية كانت متوقفة عن الصدور وقتها، وكنا نحرص على مطالعتها رغم انها مختصة بأخبار بابكو التي تصدر عنها، ومع ذلك ننتظر اصدارها الأسبوعي ونوصي ربعنا في الفريج العاملين في بابكو بإحضار نسخ منها لنا. وعاودت النجمة الصدور ومازلتُ مع مجموعة من جيلي نحرص على قراءة تلك الصفحات التي يُعاد نشرها الآن من مواضيع وأخبار تلك الفترة ونشعر بمتعة قراءتها، ولعلنا في ذلك نستعيد شطراً من العمر مضى، ونستعيد مع القراءة بعض ذكرياته وننشط ذاكرة يهددها النسيان. أقرأ في العدد الصادر في 5 نوفمبر 2015، وفي الصفحة الرابعة منه تحت عنوان في مثل هذا الاسبوع سطوراً عن الغارة الجوية الايطالية على مصافي النفط في البحرين والسعودية. حدث ذلك بحسب النجمة صباح يوم الجمعة 19/10/1940 أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك بهدف قطع امدادات الوقود عن القوات البريطانية الحلفاء في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ومع دخول ايطاليا الحرب الثانية رسمياً بجانب دول المحور تم تكليف اينوري ميوتي بالقيام بأخطر عملية عسكرية جوية في تاريخ الطيران العسكري آنذاك. طُلب منه ان يقطع مسافة جوية طويلة من جزيرة رودس في البحر المتوسط من دون توقف، بحيث استغرق خط مسار الطائرات الايطالية في مسافتها الكلية ذهاباً وإياباً أربعة آلاف وخمسمائة كيلومتر، واستغرق طيرانها خمس عشرة ساعة ونصف الساعة. ابتدأت من الخامسة وعشر دقائق مساءً 18 أكتوبر ذلك العام إلى الثانية والنصف من صباح 19 أكتوبر، نفد فيها ألف ومئتان وستون غالوناً من الوقود بهدف قصف مصفاة البحرين. وكانت مصافي النفط في أوروبا والشرق الأوسط تقصف باستمرار من قبل الاطراف المتنازعة لوقف امدادات النفط عن العدو وقد لعب سلاح النفط دوراً رئيساً في تسليح الجيوش وفي تمكينها عسكرياً وهو دور مازال مستمراً إلى الآن. قام القائد ميوتي بتوزيع المهام على الفريق العسكري المكلف بالعملية، وقد كانت الطائرة الأولى بقيادة مشتركة بينه وبين باولوموتشي، وقامت الطائرات الايطالية بشن هجوم جوي على البحرين بالقائها قنابل على مصنع تكرير النفط في شرق البحرين، وقد ألقت الطائرات القاذفة 132 قنبلة صغيرة بهدف تدمير المنشآت النفطية في البلاد. ومن حسن الطالع أنها فشلت في اصابة هدفها، ويُقال على اثر ذلك فرضت حكومة البحرين آنذاك سياسة اطفاء الأنوار والتعتيم الليلي وكذلك صباغة السيارات باللون الأسود والألوان الغامقة جداً. وفي ذلك العدد من النجمة الصادر في شهر اكتوبر من عام 1961 نقرأ خبراً رياضياً مهماً تحت عنوان استاد البحرين يوشك على الانتهاء والمقصود به أول استاد رياضي متواضع تم انشاؤه بالبلاد في مدينة المحرق وظل يعمل لسنوات. وفي تلك السنوات كانت بابكو تقوم بعرض أفلام منوعة في الأندية المحلية وتضع لذلك جدولاً بالعروض واسماء الأندية، وكان جمهور تلك الأندية يحرص على حضور العروض بشكل جماعي وباهتمام واضح. بالاضافة إلى ان بابكو كانت لها سينما هي سينما بوابة سترة وسينما الرفاع وتعرض افلاماً أجنبية مشهورة وقتها، والعدد الذي أعرضه هنا يُقدم برنامج بوابة سترة وفيه فيلم شمال الاسكان بطولة جون وين، وهو ممثل امريكي مشهور في افلام رعاة البقر. كما وتعرض بابكو على نفس الشاشة فيلماً من بطولة شارلي شابلن، وذلك مساء السبت من 14/ 10/1961. ومن الطرائف الآن إعلان عن سيارة للبيع بقيمة 190 دينارًا فقط 1900 روبية، وهي من نوع همبر هوك، وقد كانت سيارة الهمبر مشهورة في البحرين خلال تلك السنوات. وهي مجرد اطلالة سريعة على بعض محتويات عدد قديم من اعداد النجمة الاسبوعية التي تابعناها في مرحلة الستينات بشكل دائم وحرصنا على قراءتها آنذاك.