×
محافظة المنطقة الشرقية

توطين «4783» وظيفة تمريضية في جازان

صورة الخبر

بعد أول شتوة يبدأ موسم قطاف الزيتون. موعد سنوي تضع فيه أمنا الزيتونة حملها. شجرة مباركة إنه قول رب العالمين. لكن أعداء الله أفسدوا كل شيء. اجهضوا حمل زيتونات فلسطين وشنوا عليها حرباً دينية اقتصادية احتلالية لتتواصل قصة ابريق الزيت وتبقى قضية فلسطين في مهب الاختفاء. فقد أكدت الإحصاءات أن شجرة فلسطينية مثمرة تقتلع كل دقيقة في الأراضي الفلسطينية وقد تم اقتلاع وتدمير أكثر من 1355290 شجرة مثمرة، ونحو 200 ألف شجرة نخيل، بينما تم تجريف 76867 دونماً من الأراضي الخصبة إضافة إلى تجريف 31263 من شبكات الري وتدمير 902662 متراً من خطوط المياه، كما جرى الاستيلاء على 125 ألف شجرة مقتلعة بينها 36 ألف شجرة زيتون وإعادة زراعتها داخل الخط الأخضر الفاصل بين فلسطين المحتلة العام 1948 والمحتلة العام 1967، كما أن الطرق الالتفافية حول المستوطنات وجدار الفصل العنصري والتوسعات الاستيطانية عزلت عشرات آلاف الأشجار عن أصحابها وأصبحت بلا عناية يتيمة الأهل. لا من يسقيها ولا من يقطف ثمارها ولا من يحميها. محاربة شجرة الزيتون الفلسطينية واجب ديني في المفهوم الإسرائيلي، فقد كان تمنى الزعيم الروحي لحركة شاس وإسرائيل الحاخام الأكبر المقبور عوفاديا يوسف قال للمستعمرين اليهود خلال لقاء مع قادة مجلس المستوطنات النصر على الفلسطينيين الذين وصفهم بالاغيار المجرمين وقد أفتى في إحدى تخريفاته قائلا: لولانا أي اليهود- لما نزل المطر، ولولانا لما نَبَتَ الزرع، ولا يُعْقَلُ أن يأتينا المطر، ويأخذ الأشرار الفلسطينيون- ثمار الزيتون، ويصنعون منه الزيت. كما أن الحاخام مردخاي الياهو أحد أبرز كبار حاخامات الصهيونية شرّع للمستوطنين سرقة الزيتون الفلسطيني بقوله: إنه يمكن جني المحصول وقطف الزيتون من مزارع الفلسطينيين، لأنهم يزرعون في أرضنا! لكن أهل فلسطين وأشجار الزيتون توائم. فهم ينظرون إلى موسم القطاف على أنه من الأعياد المتواصلة يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، وتقوم أحياناً المدارس والجامعات، بإعطاء الطلاب إجازات خاصة لمشاركة أهاليهم في القطف من أجل إنهاء موسم القطف مبكراً ولتقليل تكلفة الإنتاج بزيادة أيام العمل. يتم قطف الزيتون عادة عندما تصل الثمار للحجم الطبيعي في حالة كونها معدة للكبيس، أو أن تكون نسبة الزيت وصلت إلى أعلى نسبة لها إذا كانت معدة للعصير. وعادة تنضج ثمار الزيتون بعد حوالي خمسة إلى ثمانية أشهر من تاريخ الإزهار. وتكون نسبة الزيت منخفضة في ثمار الزيتون في بداية نضجها، ثم تبدأ بالزيادة حتى تصل إلى أعلى نسبة خلال بضعة أسابيع عند النضج الكامل. ويكون قطف الزيتون للكبيس الأخضر مبكراً بحوالي 2- 4 أسابيع عن موعد القطف للعصر؛ أما موعد القطف للكبيس الأسود، فقد يتأخر عن موعد القطف للعصر بحوالي الشهر أيضاً. ويعد الزيتون مصدر رزق أساسي وثانوي لأكثر من 100 ألف عائلة فلسطينية، بينما يبلغ عدد أشجار الزيتون بحسب الإحصاء الفلسطيني نحو 27 مليون شجرة، بينما يقدر مجلس زيت الزيتون الفلسطيني عدد شجرات الزيتون في فلسطين بنحو 30 مليوناً. تحتاج عملية قطف ثمار الزيتون عن الأشجار وجمعها من على الأرض مجهوداً كبيراً نظراً لصغر حجم ثمار الزيتون مقارنة بثمار الفواكه الأخرى. وتعتبر عملية جمع الثمار اليدوية هي الأكثر شيوعاً على الرغم من الأبحاث العديدة التي أجريت حول طرق قطف بديلة مثل القطف الميكانيكي، والقطف الهرموني بالمواد المنتجة لغاز الإيثيلين. وتؤثر طريقة وموعد قطف الزيتون على نوعية الثمار والزيت الناتج منها، فالقطف في الموعد الصحيح يعطي زيتاً بنوعية أفضل في حين أن الزيتون الذي يقطف قبل موعد نضجه أو يتعرض للضرب أثناء القطف والجمع والنقل يكون الزيت الناتج منها ذا نوعية سيئة. هل أسهبنا في الحديث عن الزيتون وابتعدنا عن جوهر الصراع في المنطقة ؟ قطعاً لا فهذه إسرائيل ليست من المنطقة والزيتون ليس من تراث هؤلاء الناس الذين لا يربط بينهم إلا الدين، وهم مختلفون على شرعية قيام دولة إسرائيل أصلًا، ففي منطقة سواحل حوض البحر الأبيض المتوسط تقع أكبر 10 بلدان منتجة للزيتون، ويشكل إنتاجها مجتمعة 95% من الإنتاج العالمي للزيتون. وكانت شجرة الزيتون ذات مكانة رفيعة عند الإغريق (اليونانيون القدامى) حيث ذكرت في قصائدهم وكتاباتهم وقد كان يقدم زيت الزيتون كهديةٍ للملوك وأبطال الرياضة. ويعتقد أن أقدم شجرة زيتون في العالم توجد في فلسطين في تلال القدس الجنوبية ويطلق عليها السكان اسم شجرة سيدنا أحمد البدوي، ويزيد عمرها عن 5500 عام. وأحمد البدوي هو قطب صوفي شهير يوجد قبره في مدينة طنطا الساحلية في مصر، وكان له أتباع كثر في فلسطين وتعتبر زيتونة أحمد البدوي وقفاً إسلامياً، رغم أنها تقع الآن ضمن ملكية فردية. دع نتنياهو يكذب كما يريد، ودع الأميركيون يبشروننا أن حلّ الدولتين لن يتم في ما تبقى من رئاسة اوباما، ودع العرب ينتظرون على قارعة المفاوضات التي لن توصل إلى نتيجة، فثمة فلسطينيون هناك مزروعون في أرضهم، متشبثون بجذورهم وثمة زيتون عمره أكثر من خمس آلاف سنة !