×
محافظة المنطقة الشرقية

أرامكو توقع مذكرة تجديد لكرسي السلامة المرورية مع جامعة الدمام

صورة الخبر

إنَّ كلَّ مَن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، يعلم أن الروس لا يمكن أن يكون حضورهم في سوريا من أجل محاربة داعش، أو أن يكون ذلك ضمن أجندتهم، ومعلوم أيضًا للجميع أن داعش هي الدجاجة التي تبيض ذهبًا للأسد، وحلفائه، ويبدو أن حلفاءه اليوم يضمهم المعسكران الشرقي والغربي على السواء، مع اختلاف الإستراتيجيات والتكتيكات. فداعش تمثل «الشماعة» التي يُعلِّق عليها الفرقاء اللاعبون في المنطقة، أعمالهم التنكيلية بالشعب السوري، ويبررون بداعش، ويمررون ما يشاؤون من قرارات وتحركات وإجراءات وحملات لا تهدف جميعها إلاَّ إلى الإبقاء على سفاح سورية، على الأقل إلى أن يتم تفريغ سورية من سكانها تمامًا، وتغيير التركيبة السكانية لها بالكامل، ولا نقول ديمغرافيتها كي لا تخفى على البعض، من غالبية مسلمة سنية عربية، وأقلية أقل من قليلة من الشيعة والعلويين إلى كثرة كاثرة شيعية فارسية، وهو المطلب الإيراني الأول في المنطقة، وأقلية علوية وشيعية لبنانية تشكلان قوة ضاربة في المنطقة، وتمهدان لقيام دويلة أسدية تضم القاعدتين الروسيتين: البحرية والجوية اللتين لا تملك سواهما روسيا في المتوسط، وذلك هو المطلب الروسي الأول في المنطقة بموازاة المطلب الفارسي الصفوي، ولا يحتاج هذا التصور إلى تنظير أو إلى دليل، فكبار المسؤولين الروس صرحوا إبان قيام الثورة الشعبية السورية، ولم يلمحوا بأنهم يوافقون على بديل للأسد شريطة أن يكون «علويًّا» وأن تقوم في سورية دولة «علوية» بدل نظام الأسد. وهذا الموقف الروسي مفهوم إستراتيجيًّا وعسكريًّا كما أسلفت، ومفهوم كذلك أيديولوجيًّا وتأريخيًّا على حدٍّ سواء، فقد كان السوفييت والبلاشفة يكرهون كل ما هو إسلامي سنِّي، وقد حاربوا الإسلام وأهله في كل الجمهوريات السوفيتية لما يقرب من قرن من الزمان، ونكّلوا بالمسلمين ومنعوهم من أداء الشعائر الإسلامية، بل وحرموا تداول المصاحف ومع ذلك كله، انهار الاتحاد السوفيتي وانقبر، وظل الإسلام راسخًا في تلك الجمهوريات التي تملك كل مقومات القوة «الاقتصادية والعسكرية والنووية». بينما الشيعة ومن شايعهم من عوام الباطنية وفي مقدمتهم العلويون، فالروس يأمنون جانبهم ويعلمون أنهم سيبقون على قواعدهم في المتوسط دون أن يمسّوا بها، وعليه فلابد من نصرة الروس لهم بالقتال إلى جانبهم على مرأى ومسمع من العالم كله، بحجة قتال داعش، التي لم تتلق إلاّ النزر اليسير من الضربات الروسية، فهي الدجاجة التي تبيض ذهبًا لهم ولسواهم وللأسد خصوصًا، وإذا ما ذبحت هذه الدجاجة، زالت المبررات لبقاء الروس في المنطقة، وزالت الحجج بإطالة بقاء الأسد في السلطة، لذلك نرى دولاً أخرى سوى روسيا تُقدِّم رجلاً وتُؤخِّر أخرى في تقرير ضرورة بقاء الأسد أو رحيله، أو أنه جزء من الحل، وحتى تقرر تلك الدول ما تقرره تجاه ذلك كله، تتاح الفرصة للأسد والروس والإيرانيين وأتباع حزب الشيطان والمليشيات الشيعية الطائفية الأخرى للإجهاز على من تبقى من العرب السنّة خصوصًا في سورية كلها، وحرق الأرض التي لم تحرق بعد من شام المسلمين التي لم تكن يومًا ديارًا للصفويين ولا للنصيريين. ويبقى السؤال الكبير: أين المسلمون في العالم الإسلامي كله الذي لا يُحرِّك ساكنًا تجاه كل ما يحدث؟، وكأن السنة من غير العرب لا يعنيهم أمر العرب في شر اقترب بل ضرب وهرب من هرب، وما لم يتحرك المسلمون السنة تجاه ما يحدث فستتغير خارطة الشام إن لم تكن قد تغيرت فعلاً. Moraif@kau.edu.sa