ضابط أردني، قتلبالرصاصيوم الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2015خمسة عناصر شرطية بينهم متعاقدان أميركيان، في مدينة الملك عبد الله الثاني التدريبية قبل أن تقتله الشرطة الأردنية. المولد والنشأة ولد أنور أبو زيد في قرية ريمون بمحافظة جرش شمال الأردن، وهي قرية جبلية يعمل غالبية سكانها في السلكين العسكري والأمني، وتعتبر جزءا من قاعدة النظام الأردني وحاضنته الرئيسية. الدراسة والتكوين نشأ أنور أبو زيد يتيما لأب عسكري، دفعه حبه للعمل الشرطي إلى الالتحاق بجامعة مؤتة (الجناح العسكري)، وهناك درس الحقوق، وانتهى به الأمر ضابطا في عدد من الأجهزة الأمنية كالبحث الجنائي والأمن الوقائي مرورا بمدرب على مكافحة الإرهاب في مدينةالملك عبد الله الثاني التدريبية، ووصل إلى رتبة نقيب. الحادث كان يعيش مع زوجته وطفلتيه بشكل عادي، وفي يوم الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قتل أبو زيدبالرصاص خمسة أشخاص بينهم أميركيان في مدينة الملك عبد الله الثاني التدريبية قبل أن تقتله الشرطة الأردنية، وهو ما خلق صدمة كبيرة في الأردن وفي عائلته التي رفضت استلام جثته وسارعت إلى التشكيك بالرواية الرسمية. تناسلت عشرات الأسئلة: ما الذي وقع؟ هل هوعمل فردي ذو دافع شخصي أو سياسي، أم إنها عملية مدبرة يقف خلفها تنظيم بعينه؟ هل كان أنور يعيش أزمة نفسية؟ أكد أقرباؤه وعائلته أنه كان يعيش مع زوجته وطفلتيه حياة عادية، وأنه عرف بالتزامه الديني، لكنه لم يكن متطرفا ولا متعاطفا مع أي جماعة تكفيرية أو جهة سياسية. 4603404770001 105feabe-44e5-40ff-89de-18766f439633 8b8476a9-a70e-4920-92ab-dfea36adac28 video قال شقيقه فادي للجزيرة "قبل يوم واحد من مقتله زارني أنور في البيت وجلس معي حتى وقت متأخر، وفي الصباح انطلق إلى عمله في مركز الملك عبد الله للتدريب بعد أن صلى الفجر في المسجد، ولم يكن هناك ما يثير الشك"، مضيفا "شقيقي لا يستطيع أن يقتل أحدا سواء كان مسلما أو مسيحيا.. وهو لم يكن في يوم من الأيام إلا شخصا معتدلا، والكل يشهد له بذلك حتى أصدقاؤه في الأمن". في السياق ذاته، قال سليمان السعد النائب السابق في البرلمان الأردنيوعم الضابط، للجزيرة "لا يعقل أن نصدق الرواية الرسمية... ابن أخي شخص مسالم ومعتدل ولن ندفنه حتى نعرف الحقيقة". لكن تسريبات أمنية حصلت عليها الجزيرة أشارت إلى أن تقريرا أمنيا صدر قبل أشهر، تحدث عن تغير في أفكار أنور، وأنه بدأ ينحو باتجاه التطرف. التسريبات ذاتها أشارت إلى أن المركز الذي حدث فيه الهجوم جنوب عمّان (وهو مركز ممول أميركيا لتدريب جنسيات متعددة على مكافحة الإرهاب) كان هدفا لأكثر من محاولة فاشلة من جماعات جهادية وفق ما قال مسؤولون أمنيون، لكن لم يُعلَن عن تلك المحاولات. وأمام التأكد من سلامة الرجل عقليا واستبعاد انتمائه لأي من الحركات الإسلامية، رجح البعض تعرضه لاستفزاز ما، بينما رجح آخرون استلهامه نموذج أحمد الدقامسة الذي قتل سبع طالبات إسرائيليات وجرح أخريات بعدما سخرن من صلاته. واستلهام هذا النموذج يمكن رصده من ضيق الكثير من الأردنيين من اعتبار بلدهم سندا قويا ودائما لأميركا التي تمد إسرائيل بأسباب التفوق وتصب حممها على رؤوس العديد من سكان الشرق الأوسط. كثرت التساؤلات حول حادثة مدينة الملك عبد الله الثاني التدريبية، وعن دوافع أنور أبو زيد، لكن ما هو مؤكد -وفق كثير من المحللين- أنها وجهت ضربة موجعة للعلاقات الإستراتيجية والاستخبارية بين واشنطنوعمّان.