عندما توفي والد الشهيد خليفة بدر سليمان الحمادي في شهر يونيو الماضي بحادث سير اعتقدت الأسرة أن الدنيا ضاقت بها إلى أبعد حدود لكن خليفة رحمه الله كان على قدر المسؤولية، فقد أحاط والدته و4 أشقاء و6 شقيقات بسياج من المحبة والرعاية مقدماً لهم كل ما يحتاجونه ويسعدهم. المسؤولية لم تكن شيئاً جديداً على خليفة فقد عايش مع أسرته ظروفاً معيشية صعبة دفعتهم في فترة مراهقته إلى العيش دون كهرباء في كثير من الأحيان، وذات الظروف القاهرة هي التي دفعته إلى ترك مقاعد الدراسة بعد أن أنهى مرحلته الإبتدائية في مدرسة واسط. رحلة وعمل الشهيد خليفة في مجالات عدة منها الصيد والتجارة حتى انخرط في سلك القوات المسلحة عام 2012، وهنا باشر الشاب الطموح المحب لذويه السعي لتحقيق متطلبات الأسرة، فباشر بتعديل إقامة والدته المنتهية، وأوراق شقيقته الصغرى التي تبلغ من العمر التاسعة وبسبب عدم استكمال أوراقها ورحيل الأب المفاجئ لاتزال الطفلة محرومة من الدراسة. وكان الشهيد خليفة نعم الابن، يعظّم من شأن والدته ويقدرها كما كان نعم الأخ الحنون الحريص على ملء الفراغ الذي تركه الرحيل المبكّر للأب. فخر وتقول والدة الشهيد خليفة: أنا فخوره باستشهاده لأنه قدم روحه فداء لوطنه وللأمة العربية، مشيرة إلى أنه استشهد بعد سنتين من زواجه ولديه طفلتان واحدة في الثانية من العمر والثانية أربعة أشهر. وأضافت: فقدت زوجي في رمضان وفي يوم الرابع من سبتمبر فقدت ابني خليفة تاركاً خلفه 4 إخوة و6 شقيقات أصغرهم 4 سنوات. زوجة الشهيد خليفة وعمرها 23 عاماً كانت آخر من سمع صوته فجراً قبل سماعها لصوت دوي انفجار ثم انقطع الاتصال، حيث قالت إن أكثر ما يوجعها أنه أراد سماع صوت ابنته الكبرى لكنها كانت نائمة. وأضافت: زوجي من مواليد منطقة الغافية يوم 11 مارس عام 1988، وقد عاش حياة صعبة حتى بعد زواجنا يوم 6 من يونيو 2013 فلم نسافر لقضاء شهر العسل بسبب الأوضاع المادية للأسرة، لكني كنت راضية فقد حباني الله بزوج محب يخشى الله راضية بما قسمه العلي القدير لنا. وتابعت: أسعى إلى تربية ابنتي على حب الوطن فهما ابنتا بطل.