ثمن سعادة السفير الفلسطيني لدى المملكة الأستاذ باسم عبدالله الأغا موقف دول مجلس التعاون الخليجية إزاء القضية الفلسطينية التي ظلت تحتل أولوية متقدمة في جدول أعمالها وبياناتها الختامية وقراراتها منذ أول قمة عقدت عام 1981، وقال لـ «المدينة» بمناسبة انعقاد قمة الكويت الخليجية في الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية في العديد من بلدانها، أن القمة الخليجية التي بدأت أعمالها في الكويت أمس هي نواة للأمل العربي الوحدوي، لا سيما وأن مسيرة العمل الخليجي يسير في خط بياني متصاعد نحو تحقيق آماله في الوحدة بعد أن تجاوز مرحلة التعاون، مضيفًا أن المملكة هي عماد هذا التوجه، وليس ذلك مستغربًا البتة، فقد كانت الوحدة تشكل حجر الأساس في الفكر الاستراتيجي لقادة المملكة منذ عهد القائد المؤسس والباني الموحد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- وهو ما تمثل بشكل خاص في دعمه لفكرة إنشاء جامعة الدول العربية وأكد الأغا في حديثه لـ «المدينة» أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني هو الرابح الأكبر من هذا التوجه «لأنه يعزز لدينا الأمل بالوحدة العربية، ويعزز الإمكانات والقدرات العربية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والحضارية بما يخدم قضايانا وأهدافنا الوطنية. وأضاف: بأننا -كفلسطينيين- نتابع دائمًا تلك الخطوات والإنجازات التي يحققها المجلس عامًا بعد عام، والتي تعتبر إنجازات للأمة العربية بأسرها، وفي مقدمتها فلسطين. وانتهز السفير الأغا هذه الفرصة للتوجه إلى القادة الخليجيين باسم القدس التي تعتبر أمانة في أعناقنا جميعًا، لتقديم الدعم والمساندة لصمود شعبنا في مواجهة الحملة الاستيطانية الشرسة ومخطط تهويد القدس الذي يدخل الآن مراحله النهائية، بكل ما يتخلله من هدم لمنازل المقدسيين، ومصادرة لأراضيهم، واعتداء على المصلين، واستباحة المستوطنين والجنود الصهاينة والمتطرفين لباحات المسجد الأقصى المبارك، وأداء صلواتهم التلمودية داخله. وقال إننا الآن أحوج ما نكون إلى موقف عربي موحد لمواجهة هذه التعديات، لاسيما بعد أن أفضت عملية السلام إلى لا سلام، وإلى مهزلة تمثلت مؤخرًا في طلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته الأخيرة للمنطقة تأجيل الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين. وتساءل: هل يمكن أن نسمي ذلك وساطة نزيهة؟.. وكيف يمكن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يقوم على أساس حل الدولتين فيما تزداد الضغوط الأمريكية على الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لتقديم المزيد من التنازلات التي أصبحت تتمثل هذه المرة ببقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة غور الأردن؟ وأكد الأغا أن هذه التنازلات لا يمكن أن تقبل بها القيادة الفلسطينية، ولا الشعب الفلسطيني، لاسيما حق العودة الذي يعتبر حقًا فرديًا غير قابل للتصرف تكفله القرارات الدولية والقانون الدولي. وعبر الأغا عن تمنياته في نجاح قمة الكويت، معربًا في ذات الوقت عن أمله في أن تفتح دول المجلس ذراعيها للعمالة الفلسطينية، لأن الحصار الخانق الذي يعاني منه المواطن الفلسطيني في أراضيه المحتلة يدفع بهذا المواطن إلى الهجرة إلى بلاد الثلج، أما انتقاله للعمل في إحدى دول الخليج فإنه لا يعتبر هجرة، بل صمودًا للشعب الفلسطيني على أرضه لأنه سيدعم أسرته وذويه في وجه الاحتلال والحصار والاستيطان والتجويع الذي يمارسه المحتل في مناطق السلطة الفلسطينية، كما ناشد قادة المجلس تسهيل انتقال الفلسطيني لدول الخليج لزيارة ذويهم. وعبر السفير الأغا في ختام حديثه لـ»المدينة» عن امتنانه وتقديره للمملكة ملكًا وحكومة وشعبًا على دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في كل المجالات والأصعدة، وقال بهذا الصدد إن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى مسيرة الدعم السعودي المتواصل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ عهد التأسيس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- الذي وصل فيه هذا الدعم إلى ذروته.