يعلق على هذا الخبر الباحث والطبيب معاذ الدهيشي من جامعة كوينزلاند في استراليا بالقول: الخلايا الأولية (Protocells) - والتي تتكون من مركبات دهنية ذاتية التنظيم والقادرة على التشكل الشبه-خلوي - هي مرحلة مهمة في تاريخ الحياة تفصل بين الجمادات وبين الخلايا الحية. في الحقيقة ما يميز الخلايا الحية “المعقدة” هو ليس وجود المركبات البروتينية والدهنية - المشكلة لأجزاء الخلية والتي توجد في الجمادات أيضاً - ولكن الذي يميزها هو ظهور الديناميكا التعاونية بين هذه المركبات - مثل التكاثر والتواصل الخلوي والتكيف مع البيئة -، وهذا ما يحاول العلماء تكوينه وإنشاءه في المعمل من سنين طويلة. الآن بفضل جهود علماء من اليابان يمكن للعلماء محاكاة هذه الخلايا الأولية باستخدام نموذج خلوي بدائي تم استحداثه في المعمل من مركبات دهنية مصنعة في المختبر تحيط بمركبات بروتينية وحمض نووي DNA يحمل المعلومات اللازمة للتكاثر كحال الخلايا الحية. هذه الخلايا المصنعة يمكنها أن تستخلص مكونات كيميائية من البيئة المحيطة بها لتنمو وتتكاثر بنفسها تبعاً لدورة حياة بدائية مشابهة لدورة الخلية الحية المتطورة. هذا الإنجاز سيثري علماء الأحياء والوراثة في دراستهم للحياة والطبيعة لأنه يمكننا بشكل غير مسبوق من الاطلاع على المراحل الأولى من تطور الخلايا الحية البالغة التعقيد من بنى أولية بسيطة وفهم كيف وصلت إلى أنظمتها الدقيقة الحالية، وهذا بالتالي سيعطينا قدرة أكبر على دراسة وفهم الكائنات الحية وفي مقدمتها الإنسان.جديد الابحاث السعودية.