×
محافظة المنطقة الشرقية

سياسي / الملك حمد بن عيسى : ما تموج به المنطقة العربية من صراعات أساسها التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية

صورة الخبر

إن مشكلة المجتمع الأولى هي نقص المساكن في مملكة واسعة شاسعة بدليل أن أكثر من 70 في المائة يسكنون بالإيجار الذي يتغالى فيه أصحاب العقار. لذلك عجبت كثيرا من رسالة نشرت في «الواتساب» على لسان قسم التوعية بوزارة الإسكان تقول: «اشتكى رجل مهموم إلى حكيم عدم امتلاكه منزلا.. فقال له الحكيم: سوف أسألك سؤالين فأصدقني القول: هل جئت إلى هذه الدنيا ومعك منزل؟ فقال الرجل: لا. فقال الحكيم: وعندما ستترك الدنيا هل ستأخذ معك منزلك إلى الآخرة؟ فقال الرجل: لا. فقال الحكيم: سبحان الله!! بشيء لم تأت به، ولن يذهب معك.. فلماذا كل هذا الاهتمام؟». رسالة ظريفة لأن معنى هذا أن يعيش الناس تحت سقف السماء. الدكتور عبد الواحد الحميد ناقش في جريدة «الجزيرة» يوم السبت 11/1/1437هـ هذه المشكلة فقال: «وقد قرأنا تصريحات وزير الإسكان الذي استبق مناقشة مجلس الشورى لفرض رسوم على الأراضي البيضاء، وقال إن مبلغ الرسوم لا يتجاوز مائة ريال للمتر المربع، فماذا تمثل من عبء هذه المائة ريال على محتكري الأراضي الذين يمكنهم احتمالها، وهم الذين يبيعون المتر الواحد بما قد يصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة آلاف ريال؟». «إن رسوم الأراضي البيضاء ستكون خطوة رائعة فقط عندما نعرف التفاصيل. وبالطبع نحن لا نتوقع أن يأتي التنظيم بمثابة «طبطبة على أكتاف» أصحاب الأراضي البيضاء التي تحتل ما يتجاوز سبعين بالمائة من مساحات بعض المدن داخل النطاقات العمرانية، وإنما نتوقع ونريد أن يكون القرار بمثابة كسر للاحتكار الكريه الذي حرم المواطن من تملك مسكن يؤويه في وطنه». وهناك مشكلة عندنا وهي هجرة شباب الأرياف إلى المدن، وبالتالي تضخمت مدننا خصوصا الرياض وجدة والدمام بدرجة مخيفة، وذلك بسبب مشكلات أخرى منها انعدام الخدمات في القرى أو ضعفها، أو انعدام وجود طرق ممهدة بين القرى. إن فرض رسوم على الأراضي البيضاء بصورة جدية وحقيقية بدون محابات سوف يساهم في حل نسبة كبيرة من أزمة الإسكان عندنا سيما أن مساحات الأراضي البيضاء وعددها أكثر من كثير ولا شك أن فرض رسوم عليها سيضطر ملاكها لبيعها أو تعميرها. السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مطل الغني ظلم».