يعاني اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري بالأردن من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من أربعة شهور، لتصبح حياتهم أكثر صعوبة مما كانت عليه، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف. سمر، إحدى اللاجئات في المخيم، قالت للجزيرة نت "نعيش منذ شهور على وعود عودة الكهرباء، الحرارة لا تطاق في المخيم، وهناك أطفال رضع ومرضى وكبار في السن تؤثر عليهم الحرارة بشكل أكبر من غيرهم". وتضيف أنها اضطرت للاشتراك بمولد كهرباء مع جيرانها، "لا أعرف كيف سنستقبل رمضان قريبا، وكيف سنصوم في هذا الحر الشديد دون كهرباء". وأشارت إلى أن عمر مخيم الزعتري أصبح قرابة ثلاث سنوات، "إنها ليست مسألة أيام أو شهور قصيرة كما كنا نتوقع، لا يمكن العيش دون كهرباء بشكل دائم، وأشارت أن الكهرباء تصل بشكل جزئي إلى بعض القطاعات في وقت متأخر بعد منتصف الليل، وتنقطع عند الفجر". انقطاع الكهرباء حدّ من قدرة الناس على التنقل والتجارة بمخيم الزعتري(الجزيرة) كساد تجاري أبو محمد -صاحب محل في سوق المخيم- تحدث للجزيرة نت قائلا إن كل جوانب الحياة في المخيم تأثرت بانقطاع الكهرباء بما فيها الحركة التجارية في السوق، "وانخفضت نسبة المبيعات وأسعار المحلات أيضا، لم يعد هناك من يطمح لشراء دكان، فسكان المخيم عادة يخرجون إلى السوق فترة المساء بسبب الحر الشديد نهارا، والآن مع انقطاع الكهرباء أصبحوا لا يجرؤون على ترك أطفالهم ونسائهم في الظلام، وبالتالي انحسر النشاط كثيرا". واشترى أبو محمد محله في المخيم بنحو ألفي دولار قبل سبعة شهور، لكنه يقول إن سعره الآن انخفض إلى أكثر من النصف، بسبب الركود في السوق. وأضاف أنه شخصيا يشترك مع عدد من جيرانه في مولد كهربائي، يحصلون على الكهرباء لمدة أربع ساعات يوميا، وهذا يكلف كل مشترك نصف دينار أردني (0.7 دولار تقريبا)، "عندما تصلني الكهرباء تتجمع لدي عشرات أجهزة الهاتف المحمول لشحنها، هناك من يتقاضى رسوما لقاء شحن الهواتف للناس". وقال إن العديد من العائلات التي يعرفها لا تصلهم الكهرباء إطلاقا، فهم معدمون لدرجة أنهم لا يملكون حتى نصف دينار للاشتراك بمولدة الكهرباء، وهؤلاء هم الأكثر تضررا من انقطاع الكهرباء. وكان عدد من سكان المخيم قد تظاهروا قبل أسبوعين احتجاجا على انقطاع الكهرباء، مطالبين بإعادتها، وقال أحد الذين تواجدوا في المظاهرة إن قوات الدرك فرقتهم بالغازات المدمعة التي تأثر بها الأطفال في المدرسة البحرينية، حيث تسببت بحالات حرجة. هاربر: مشكلة الكهرباءتقنية وتتعلق أيضا بالشركاء المانحين(الجزيرة) ضغط من جهته، قال وزير الإعلام الأردني محمد المومني إن إدارة مخيمات اللجوء يفعلون ما بوسعهم لتأمين حياة مناسبة للاجئين السوريين، بالتعاون مع المنظمات الدولية المختلفة، في سبيل تأمين الخدمات الأساسية. "وحدث في وقت ما أن كانت مشكلة في الكهرباء بمخيم الزعتري، وتمت معالجتها بشكل سريع، وأعتقد أن المشكلة في مخيم الأزرق أكبر من هذه الناحية، حيث ما يزال العمل عليها مستمرا". وأشار المومني إلى الضغط الذي يسببه اللجوء السوري على "الأردن المحدود الموارد"، بحسب تعبيره، مؤكدا على ألا يخرج موضوع الكهرباء في الزعتري عن سياقه إذ يحدث أن تنقطع الكهرباء في العاصمة عمّان أيضا. وقال المفوض العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن آندرو هاربر، إن مشكلة الكهرباء في مخيمي الأزرق والزعتري تقنية، كما أنها تتعلق بالشركاء المانحين أيضا، مضيفا "لا نملك المال الكافي لدفع فواتير الكهرباء، وهناك العديد من مخيمات اللاجئين حول العالم دون كهرباء". وأضاف أن التكلفة الشهرية لتأمين الكهرباء للمخيم تتراوح بين سبعمئة ألف وثمانمئة ألف دولار، وأن الداعمين لا يدفعون هذا المبلغ لمنح اللاجئين الكهرباء، "يجب أن نضمن بأن اللاجئين يقدرون ما يتم تقديمه لهم، إننا نحاول أن ندير المنظومة في الزعتري، ما يحصل هناك هو أننا حالما نوصل الكهرباء تنفجر المحولات لأن الجميع يصل المدافئ. ستتم إعادة توصيل الكهرباء إلى الزعتري لكن ستتم إدارتها وسيتحمل اللاجئون مسؤوليتها". ولم يفصح هاربر عن موعد محدد لتنفيذ خطتهم المتعلقة بالكهرباء في المخيم، ولا عنأية تفاصيل تنطوي عليها الخطة الجديد، ودون أن يوضح أيضا الآلية التي سيصبح اللاجئون وفقها مسؤولين عن الكهرباء التي يستهلكونها.