منعطف مهم يقف أمامه المنتخب السعودي مساء اليوم، عندما يلتقي فلسطين، في ملعب العاصمة الأردنية عمان، في مستهل الدور الثاني من مواجهات نظام المجموعات، ضمن التصفيات المزدوجة لمونديال كأس العالم 2018، وكأس الأمم الآسيوية 2019. للمرة الأولى منذ اعوام، بدأنا نستشعر الثقة في إمكانات "الأخضر"، وقدرته على المضي بعيداً من دون ضغوط الإخفاقات التي تكررت كثيراً في العقدين الماضيين، على الرغم أن الطموح الجماهيري السعودي يتعدى هذه التصفيات الأولية، نحو مقارعة كبار القارة على تحقيق اللقب الآسيوي، وبطاقة العبور للمونديال المقبل. دعوات متواصلة ل"الأخضر" بالتوفيق في بقية مشواره الطويل في هذه التصفيات، وآمال كبيرة تدفعه نحو استعادة هيبته من جديد، ومن الإجحاف النظر للكثير من منتخبات القارة بذات المعايير الفارطة في العقدين الماضيين، فكثير منها عرف طريق التطور الكروي، وبدأ يتلمس أسلوب المنافسة داخل الملعب، ولعل المنتخب الفلسطيني الشقيق يأتي واحداً من هذه المنتخبات على الرغم من ظروفه الصعبة، يغلف أداءه بالروح والحماس المتقد، طوال شوطي المباراة، في حالة تشابه حالتي المنتخبين الشقيقين الأردني والسوري في كأس آسيا 2011، وحينها خسر "الأخضر" أمامهما بصورة محبطة ومفاجئة لمحبيه، وغادر سريعاً من دوري المجموعات. دروس مضت، من المؤكد أننا تعلمنا منها الكثير والكثير، بأن قواعد اللعبة القديمة انتهت، ولم تعد المواجهات المشابهة محسومة النتيجة مسبقاً مالم نقدم المهر الحقيقي لتحقيق الانتصارات، باحترام الآخرين الذين يحملون الطموح ذاته، واليوم يحضر "الأخضر" بثوب جديد، مطرز باطمئنان محبيه، أن الغد أجمل كما كان الأمس القريب، على الرغم أن الطريق لايزال طويلاً نحو النهايات الجميلة، فالمنتخب السعودي اليوم على بعد خطوتين للذهاب إلى المرحلة المقبلة، متسلحاً بالصدارة والعلامة الكاملة، ما يحتاجه فقط هو الاستمرار بالهدوء ذاته، والتعامل مع كل المواجهات المقبلة بروح الواقعية واحترام المنافسين. يدخل "الأخضر" هذه المواجهة أمام نظيره الفلسطيني وهو يعي كل الإرهاصات والتأثيرات التي سبقت التردد في نقل المباراة ثم إقامتها على ملعب محايد، وكيف سيكون انعكاسها الحماسي على أداء الأشقاء الفلسطينيين داخل الملعب، وعلينا فقط في مواجهة ذلك احترام المنافس وإثبات قدرتنا على المزيد من التفوق، وعدم الاستكانة لما تحقق من صدارة وعلامة كاملة في الدور الأول من التصفيات، لفتح صفحة جديدة أخرى، ننطلق منها نحو مكاسب عدة تعيد التوهج "الأخضر".