في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الإندونيسية القيام بجهود غير مسبوقة، لخفض الانبعاثات الغازية، اندلع أحد أكبر الحرائق الذي نجم عنه أكبر انبعاثات شهدتها المنطقة. وخلال أوقات معينة في الأسابيع الماضية، أدت الحرائق إلى انبعاث كمية من غاز الكربون تعادل ما يصدر عن الولايات المتحدة برمته. ويتعين على الدول المجاورة، والدول العظمى الاقتصادية، مثل الولايات المتحدة، والصين، وأوروبا، أن توحد قواها لوقف هذا الهدر في الغابات المدارية، الذي دمر حتى الآن ملايين الأفدنة منها خلال هذه الحرائق. وعانت إندونيسيا، التي تمتلك ثالثة أكبر الغابات المدارية المطيرة في العالم، منذ أمد بعيد، من معدلات مدمرة في اجتثاث الأشجار، والقضاء على الغابات، حيث خسرت أكثر من 15 مليون فدان، في الفترة بين 2000 و2012. وبعد انخفاض قليل في معدل الحرائق، عادت إلى الارتفاع في العام الجاري، إذ تقوم الشركات وبعض صغار المزارعين بحرق الغابات لتنظيف الأراضي، بهدف زرعها في جزيرتي سومطرة، وبورنيو. وأدت ألهبة النار إلى حرق نحو أربعة ملايين فدان من الغابات والمزارع، ونشرت ضباباً خانقاً امتد إلى مسافات بعيدة، وصلت إلى الفلبين وتايلند. وفي الحقيقة، فإن وقف هذه الحرائق ليس بالأمر السهل، ففي الوقت الذي جددت فيه الحكومة الإندونيسية العمل لوقف تقطيع الأشجار، وتنظيف الأراضي لفترة معينة، يواصل المسؤولون المحليون التربح عن طريق مخالفة تعليمات الحكومة وتقطيع الأشجار. ويمكن التغلب على هذا النوع من المشكلات، حيث أظهرت ذلك البرازيل، عندما تمكنت من خفض قطع أشجار الغابات بنسبة 76%، في الفترة بين 2004 و2012. ويمتلك العالم أسباباً وجيهة لمساعدة إندونيسيا، كي تتمكن من خفض نسبة القضاء على الغابات، هو أن الحفاظ على غابات الدولة يمكن أن يخفض الانبعاثات الكربونية بكميات ضخمة بحلول 2030.