قطع الخليجيون شوطاً كبيراً في توحيد المصادر المعرفية، وبدأوا في تكوين شخصية ثقافية واحدة. ويرتكز الخليجيون على جملة من المنطلقات تبدأ بالموروث المتقارب وتنتهي بالهوية المتمازجة. ويرى نقاد أن على الخليجيين بذل جهد أكبر فيما يتعلق بتكوين شخصية ثقافية واحدة حتى يتبلور الكيان الثقافي الواحد. وقال عبد القادر عقيل رئيس وفد مملكة البحرين المشارك في الملتقى الشعري الخليجي المقام حالياً في محافظة الطائف, إن ملتقى الشعر الخليجي يعزز اللحمة الخليجية، ويأتي تنفيذاً لاستراتيجية ثقافية لعمل ثقافي في دول مجلس التعاون، وتوزيعاً للأنشطة والفعاليات بين دول المجلس بهدف تعزيز العمل الثقافي المشترك، ويسهم في التواصل بين أبناء دول المجلس من المثقفين والفنانين والمبدعين من تلك الدول. وأضاف أن الملتقى الشعري رافد مهم وحيوي لتنفيذ الاستراتيجية الثقافية، وقد استضافته كل دول مجلس التعاون الخليجي بشكل دوري، وتعد فرصة أتاحت للقاء الشعراء وتعارفهم وتواصلهم مع الجمهور في دول المجلس بشكل مباشر من خلال الأمسيات الشعرية التي تقام ضمن فعاليات الملتقى. كما بين عقيل أن مشاركة شعراء شباب من كل دول المجلس بعضهم يشارك في فعالياته لأول مرة، تحسب للملتقى الشعري, لإتاحة الفرصة للأصوات الشابة والواعدة في الخروج من محيطها المحلي إلى أفقها الخليجي. في السياق نفسه أوضح الشاعر العماني أشرف العاصمي أنه تم اختياره للمشاركة في الملتقى الشعري الخليجي بمحافظة الطائف من خلال ترشيحه عن طريق وزارة التراث والثقافة العمانية، مستعرضاً تلك المشاركة لمجموعة تجارب تود وزارته إظهارها في مثل هذه الملتقيات الخليجية التي تضيء التجربة الشعرية وتصقلها من خلال تلاقي الأفكار واستعراض النتاج الأدبي الخليجي بخصوصية، والعربي على مستوى أوسع. وأبان العاصمي أن الملتقيات الثقافية والشعرية تؤسس له ولما وصل إليه من خلال تجربته الشعرية الخليجية على مستوى القصيدة الحديثة، معللاً تأكيد هذه الخصوصية التي منحها البحر لأبناء الخليج. استحضر المسرح نماذج من الحياة المتشابهة للخليجيين. ووصف الشاعر العماني أن الخيال في القصيدة الشعرية بحر آخر لا يتجزأ من منظومة تكوين النص الشعري الحديث الذي يتكئ على أسس تعارف نقاد الحركة الأدبية ويلتفت إليها الشعور الجمعي للشعراء عموماً. وأكد العاصمي حرصه على الاستماع إلى ما وصلت إليه تجربة القصيدة المعاصرة في الملتقى الشعري الخليجي الحالي والاستماع إلى شعراء الملتقى، والإنصات إلى ما يضيئه النقاد من إضاءات، وتأثرها بالمتغيرات الفكرية والأحداث المتنامية يوماً بعد يوم. وأشار أشرف إلى أن الشاعر ابن عصره يسافر مع أحاسيس هذا الكون ليعكس فيها رؤاه في قوالب ملؤها الجمال المطلق، وقارن الشاعر العاصمي بين الاستماع إلى القصيدة الخليجية المعاصرة وما يميزها في ذلك الشعور، الذي هو امتداد إنساني خالص لكل بيئة مساحتها الجمالية تضفي نكهات مختلفة يسافر بها المتلقي إلى سماوات القصيدة. وعلى هامش مشاركاته في الملتقى أوضح أنها تتمثل في مجموعة شعرية بعنوان "حفنة ظل"، متمنياً أن تضيف مشاركته في هذا الملتقى ضمن المجاميع الشعرية المتعددة لأقطار الخليج وأن تضيف إلى مائدة الأدب ومكتبته الثقافية الخالدة، وأن تحقق الأهداف التي رسمت من أجلها هذه الظاهرة الأدبية. وعدّ الشاعر الإماراتي عبد الله الهدية الشحي ملتقى الشعر الخليجي الذي تستضيفه محافظة الطائف فرصة سانحة ومتجددة لتوثيق عرى الفكر والموروث الثقافي لدول الخليج العربي وترسيخه والارتقاء به. وأوضح الشحي في تصريح لـ "واس" أن تجربته الشعرية كانت طويلة, وتصور الواقع الذي يعيشه واقعنا العربي، وخرج إلى فضاء شاسع يجمع فيه من كل بحر قطرة من التجارب والثقافات المختلفة. ويعد الشاعر الشحي من شعراء القصيدة العربية الفصحى والنبطية، وألّف العديد من الأناشيد الملحمية وما يعرف بفن الأوبريت، وشارك في العديد من الأمسيات داخل وخارج دولة الإمارات، وله العديد من الإصدارات الشعرية, ونال العديد من الجوائز في مجالات الشعر.